كيف تضمن نجاح خطتك المالية فترة التقاعد؟

يجب اعتماد افتراضات نمو معتدلة لضمان صمود خطتك المالية أمام عائدات السوق المستقبلية (بيكسلز)

إن اختبار مدى قدرة محفظتك الاستثمارية على تحمل مختلف الظروف من شأنه منحك بعض راحة البال بشأن فترة التقاعد، ولكن إن لم تكن حريصا كما ينبغي فقد يمنحك ذلك إحساسا زائفا بالأمان، وللحصول على نتائج يمكنك الوثوق بها، تأكد من أن تكون المقاييس التي تستخدمها واقعية.

في تقرير نشره موقع "كيبلنغر" (kiplinger) الأميركي، قال المستشاران الماليان أندرو كوبيلسكي وكارولين ويتاكر هوجينز إنه إذا كانت توقعاتك المالية تبدو جيدة جدا لدرجة يصعب تصديقها، فإن هناك عدة أسباب تفسر ذلك.

عندما وصل الوباء إلى الولايات المتحدة في مارس/آذار 2020، انهارت سوق الأسهم وشهد الكثير من الناس تراجعا في قيمة محافظهم الاستثمارية. ولحسن الحظ، تعافت الأسواق في النهاية، لكن ذلك الانخفاض المفاجئ دفع الكثير من الناس إلى مراجعة استثماراتهم وتوقعاتهم.

ذكر الكاتبان أنهما عندما كانا يعملان على مراجعة المحفظة الاستثمارية لعميل جديد تلك الفترة علِما أن مستشاره السابق توقع أن يكون صافي ثروته ضعف ما قدماه له من تقديرات ما إن يبلغ السبعين، وكان من الطبيعي أن يشعر العميل بالارتباك بسبب السيناريوهات المختلفة، وقد اكتشفا أن افتراضات النمو الأساسية التي اعتمدها المستشار السابق كانت متفائلة إلى حد كبير، مما قدم للعميل رؤية غير واقعية بشأن مستقبله المالي.

من السهل على أي مستشار أن يجعل الخطة المالية تبدو غير قابلة للفشل عندما تكون قائمة على افتراضات غير واقعية، لكن القيمة الحقيقية للخطة المالية تظهر من خلال اختبار مدى صمودها في ظل الظروف الصعبة.

وللقيام بذلك، يقوم المستشارون الماليون عادة بإجراء "اختبار الإجهاد المالي" لكيفية أداء الخطة المالية خلال حدث مستقبلي غير متوقع، مثل الركود المالي أو حدث جيوسياسي كبير، ومساعدتك على التكيف وفقا لذلك.

كيف استعان لبناني ثري بفرنسا لاستعادة ملايين الدولارات الخاصة به؟
غالبا ما يتخذ الأشخاص أفضل قراراتهم المالية عندما يفهمون العواقب المحتملة لفشل الخطة (شترستوك)

وفيما يلي، 4 مجالات تجب مناقشتها للتأكد من أن خطتك ستنجح:

  • ما معدل النمو الذي تستخدمه في اختبار الإجهاد المالي؟

يعتمد معظم المستشارين الماليين معدل نمو معتدلا ضمن مجموعة توقعاتهم، عادة ما يكون بمعدل 5%، مع العلم أن تغيير معدل النمو بمقدار بضع نقاط مئوية يمكن أن يغير التقديرات المستقبليّة بشكل كبير.

قدم الكاتبان هذا السيناريو: يمتلك رجل في سن 45 عاما استثمارات بمليون دولار ويدخر 20 ألفا سنويا، فإذا حذفنا الضرائب وافترضنا معدل عائد سنوي واقعي بنسبة 5%، فإن محفظته الاستثمارية ستنمو بنحو 4.3 ملايين بحلول سن 70. واعتماد عائد أعلى سيجعل التوقعات غير واقعية على الأرجح.

لذا يجب اعتماد افتراضات نمو معتدلة لضمان صمود خطتك المالية أمام عائدات السوق المستقبلية التي لا يمكن التنبؤ بها.

  • كيف تجهز نفسك للتضخم؟

ليس من المستغرب أن القدرة الشرائية عام 1950 كانت أعلى مما هي عليه اليوم، مع زيادة النفقات في مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم. وبالنظر إلى الارتفاع المستمر في تكلفة المعيشة، فإن احتساب معدل التضخم بدقة يعد أمرا ضروريا عند تحديد توقعاتك المالية، لأن التغاضي عن ذلك قد يجعل توقعاتك غير واقعية.

ونظرا لأن تكلفة المعيشة سترتفع في المستقبل، يجب التأكد من احتساب هذا النمو ضمن التوقعات المالية، وبالنسبة لمعظم نفقات المعيشة العامة، من المستحسن أن يفترض العملاء معدل تضخم في حدود 2.5%.

من الجيد وضع معدل إنفاق سنوي مبالغ فيه جزئيا لضمان احتساب التكاليف المستقبلية غير المعروفة (غيتي)
  • هل خطط الإنفاق السنوي خلال التقاعد دقيقة؟

من المهم أخذ الوقت الكافي لمراقبة نفقاتك السنوية -حتى في ظل وجود ميزانية- إلا أنه قد تظهر بعض النفقات غير المحسوبة، ويمكن أن يَحتَسِب اختبار الإجهاد المالي النفقات الإضافية التي يتم تجاهلها عادةً، مثل التحسينات المنزليّة أو إصلاح السيارات أو أي تكاليف أخرى غير متوقعة.

قد يكون من الجيد وضع معدل إنفاق سنوي مبالغ فيه جزئيا من أجل ضمان احتساب التكاليف المستقبلية غير المعروفة، وفي حين أن نمط الإنفاق يختلف من شخص لآخر، فإن زيادة قيمة المصاريف السنوية في أي مجال من 5% إلى 10% يساعد على أن تشمل خطة الإنفاق التكاليف غير المعروفة في المستقبل.

  • مجموعة كاملة من الشكوك الأخرى

سواء اضطررت إلى التقاعد مبكرا أو شهدت السوق أزمة، فإن تطبيق اختبار الإجهاد المالي على خطتك المالية سيساعدك على أخذ بعض الشكوك الأخرى بعين الاعتبار في المستقبل، لن يختبر ذلك مدى نجاعة هذه الخطة فحسب، بل أيضا مدى مرونتك المالية، ويمكن أيضا محاكاة التأثير المالي لأخذ إجازة أحلامك أو التبرع لمؤسستك الخيرية المفضلة، مما يمنحك المزيد من الحرية لإنفاق أموالك بعد التقاعد.

من الجيد النظر إلى السيناريو المالي الأكثر احتمالا، إلا أنه يجب التفكير أيضا في السيناريو الأسوأ، وغالبا ما يتخذ الأشخاص أفضل قراراتهم المالية عندما يفهمون العواقب المحتملة لفشل الخطة.

لا شك أن الأحداث المستقبلية سيكون لها تأثير على غدنا المالي، لكن باستخدام افتراضات واقعية ورسم خطط لجميع السيناريوهات ذات الصلة، ستتمكّن من التأكد من أن خطتك لا تزال قادرة على تحقيق أهدافك بمجرد مواجهتك أي ظرف صعب.

المصدر : مواقع إلكترونية