التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي ستصنعان جواسيس المستقبل في الغرب

جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني
جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (مواقع إلكترونية)

حضّ رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ريتشارد مور هذا الأسبوع وكالات التجسس الوطنية على تغيير نهج السرية المتّبع منذ زمن، وتنسيق الجهود مع شركات التكنولوجيا لمكافحة الدول المعادية والمجرمين والمتطرفين.

وفي كلمة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، قال رئيس جهاز "إم آي 6" (MI6) البريطاني إن أعداء البلاد يغدقون "المال ويبذلون جهودا كبرى لإتقان قطاع الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والبيولوجيا التركيبية".

وتابع "لا يمكننا أن نعقد الآمال على إعادة إنتاج قطاع التكنولوجيا العالمي، لذا علينا أن نستفيد منه".

وشدد على أهمية هذا التغيير في نهج "إم آي 6″ وأسلوب عملها بما أن الوكالة تعتمد بشكل أساسي على قدراتها الذاتية".

يقول رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ريتشارد مور: جهاز الاستخبارات الصيني يمتلك قدرات كبيرة ويواصل التجسس واسع النطاق على المملكة المتحدة وحلفائها

وحذّر مور الذي تولى رئاسة وكالة "إم آي 6" العام الماضي، من أن التهديدات السيبرانية التي يشكّلها المجرمون والمتطرفون والدول المعادية تتزايد بشكل "سريع جدا".

وقال "قد نشهد في السنوات العشر المقبلة تقدّما تكنولوجيا أكبر مقارنة بما شهدناه في القرن الماضي"، محذّرا من أن تأثير ذلك سيكون "موازيا للثورة الصناعية".

وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) أنها أنشأت وحدة متخصصة في قضايا الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة الآن خصمها الرئيسي على المدى الطويل. وستكون هذه الوحدة مخصصة لمسائل التقنيات الناشئة وتغيّر المناخ والأمن الاقتصادي والصحة العامة.

 "قد نشهد في السنوات العشر المقبلة تقدّما تكنولوجيا أكبر مقارنة بما شهدناه في القرن الماضي" رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ريتشارد مور

وكان تقرير مشترك للحزبين الجمهوري والديمقراطي في أميركا العام الماضي أصدرته لجنة المخابرات بمجلس النواب، قال إن التقدم التكنولوجي للصين على وجه الخصوص يهدد بتقويض ميزة الولايات المتحدة، وحث وكالات المخابرات على "إعادة تنظيم" الموارد المخصصة للمنافسة مع بكين على الفور.

واعتبر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ريتشارد مور الصين وإيران وروسيا تشكل مصدرا رئيسيا للقلق.

وقال إن "التكيّف مع عالم متأثر بصعود الصين هو أولى أولويات إم آي 6".

وشدد على أن "جهاز الاستخبارات الصيني يمتلك قدرات كبيرة ويواصل عمليات التجسس الواسعة النطاق على المملكة المتحدة وحلفائنا".

وحذّر من مخاطر إساءة الجانب الصيني تقدير الأمور بسبب ثقته المفرطة في قدراته.

وأشار مور إلى وجود العديد من القواسم المشتركة بين المخاطر التي تشكّلها روسيا وتلك التي تطرحها إيران.

المصدر : الجزيرة + وكالات