جنرال موتورز وتهديدات ترامب.. هل هي أزمة جديدة بقطاع السيارات؟

 
وقال ترامب في تغريدة على تويتر"نحن محبطون جدا من جنرال موتورز ورئيستها التنفيذية ماري بارا، بسبب قرار إغلاق المصانع في أوهايو وميشيغان وميرلاند، (بينما) لن تغلق شيئا في المكسيك والصين".

وأضاف "الولايات المتحدة أنقذت جنرال موتورز وهذه هي شكرا التي حصلنا عليها!"، في إشارة إلى خطة الإنقاذ الحكومية خلال الأزمة المالية.

وتابع الرئيس الأميركي "نحن الآن نتطلع لخفض كل الدعم المقدم لجنرال موتورز، بما في ذلك (المخصص) للسيارات الكهربائية".

وزاد بالقول "راهنت جنرال موتورز كثيرا على الصين منذ سنوات عندما أقاموا مصانع هناك وفي المكسيك. لا أعتقد أن هذا الرهان سيثمر، أنا هنا لحماية عمال أميركا".

وتحظى كل سيارة كهربائية من إنتاج جنرال موتورز بخصم ضريبي قيمته 7500 دولار بموجب القانون الاتحادي، لكن من غير الواضح كيف يمكن للإدارة أن تفرض قيودا على تلك الخصومات، أو ما إذا كان ترامب يفكر في أنواع أخرى من الدعم.

وجاء تهديد ترامب بعد إعلان جنرال موتورز -أكبر شركة منتجة للسيارات في الولايات المتحدة- خفض 15% من قوتها العاملة، عبر إغلاق خمسة مصانع يقع ثلاثة منها في ولايتي ميشيغان وأوهايو اللتين تعتبران ساحة معارك انتخابية، وقد فاز ترامب فيهما بفارق ضئيل عام 2016.

غضب
وأثار إعلان جنرال موتورز إغلاق هذه المصانع ردود فعل غاضبة داخل الولايات المتحدة، خصوصا في الأوساط التشريعية.

وتتزايد المخاوف من أن يتسبب القرار في تباطؤ في الاقتصاد الأميركي.

ومع إعلان الشركة تسريع آلاف الوظائف، بدت الصورة قاتمة بالنسبة للعاملين في قطاع الصناعات والسيارات تحديدا.

وقال الباحث في الاقتصاد بمعهد سياسات الاقتصاد روبرت سكوت "إنني قلق من أن هذه بداية لموجة من إغلاق المصانع وتسريح العاملين مرتبطة بالتبادل التجاري كما رأينا في العقد الأول من الألفية، عندما خسرنا أكثر من مليوني وظيفة في قطاع التصنيع بسبب تصاعد العجز في التبادل التجاري مع دول كالصين وكوريا واليابان وأوروبا".

وأضاف للجزيرة "الآن بسبب فشل سياسات إدارة ترمب الاقتصادية من قانون الضرائب والإنفاق المتزايد والعجز في الميزانية، فإننا نرى عودة لهذه الظروف".

وقالت جنرال موتورز في بيان إنها "ملتزمة بالحفاظ على وجود تصنيعي قوي" في الولايات المتحدة، بعد أن استثمرت 22 مليار دولار في العمليات هناك منذ عام 2009، وإنها ستضيف وظائف جديدة في قطاع السيارات الكهربائية والذاتية القيادة.

ووصفت جنرال موتورز توجهاتها الجديد بأنها ضرورية في ضوء ضعف مبيعات السيارات الصغيرة، وقالت إنها ستركز على إنتاج سيارات الدفع الرباعي والشاحنات الأكثر شعبية.

وتأتي قرارات جنرال موتورز على عكس تعهدات الرئيس ترامب بزيادة عدد الوظائف في قطاع التصنيع بالولايات المتحدة، حيث تتزايد المخاوف من  تأثيرات الرسوم الإضافية التي قرر الرئيس الأميركي فرضها على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم وسلع أخرى، على تكاليف الإنتاج في الأراضي الأميركية.

وواجهت شركات صناعة السيارات مشكلة الزيادة في التكاليف بعد رسوم ترامب، لكن جنرال موتورز قالت إن قرارها لا يتعلق بزيادة هذه الرسوم.

المصدر : الجزيرة + وكالات