مشروع قطري طموح للاكتفاء الذاتي من الألبان
محمد ازوين-الدوحة
لكن عندما يدلف الزائر إلى الداخل يجد مشروعا وطنيا ضخما وطموحا، يعمل كل من فيه كما لو كانوا خلية نحل -رغم حرارة الطقس- لتعويض النقص الحاصل في الألبان ومشتقاتها، بعد فقدان السوق القطرية أكثر من 50% من إمداداتها من هذه المواد بسبب الحصار الذي فرضته ثلاث دول خليجية على دولة قطر.
هذا المشروع هو "مزرعة بلدنا" لإنتاج الثروة الحيوانية، التي أسست سنة 2014 لتقود الجهود الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج الثروة الحيوانية وصناعة الألبان، حيث استطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة مد السوق المحلية بـ40% من احتياجاتها.
ثمانية آلاف بقرة
فالمزرعة اليوم يوجد بها مئة ألف رأس من الأغنام تنتج الحليب والألبان والأجبان، وستغطي كامل احتياجات السوق المحلية من هذه المواد بعد اكتمال وصول ثمانية آلاف بقرة، ينتظر وصول أربعة آلاف منها بعد أسبوعين.
ويسابق العمال الزمن للانتهاء من تجهيز حظائر الأبقار التي أنشئت وفق أفضل أنظمة الرعاية الحيوانية في العالم، وستنتج هذه الأبقار فور وصولها مئة طن من الحليب يوميا.
يتنقل رجل ذو ملامح غربية يرتدي قبعة "الكاو بوي" من مكان إلى آخر، يعطي التعليمات لعمال هنا، ويوجه آخرين إلى الانتباه في التعامل مع صغار الأغنام، إنه مدير مزرعة بلدنا جون جوزيف دور الذي يشرف على هذا المشروع، منطلقا من خبرته التي تمتد إلى 13 عاما، والتي يؤكد أنه سيكرسها لتكون هذه المزرعة الأفضل في المنطقة.
نواة مشروع وطني
يقول دور للجزيرة نت إن "مزرعة بلدنا أنشئت لتكون نواة لمشروع وطني طموح يحقق لقطر اكتفاء ذاتيا من الألبان ومشتقاتها، ويساعد في تحقيق هذ الهدف التشجيع الكبير من الدولة وقدرة الطاقم المتخصص".
ويضيف أنه "منذ إنشائها حتى اليوم استطعنا رفع إنتاجنا من الأغنام حتى أصبحت مئة ألف رأس تنتج 40% من احتياجات مصانع شركة بلدنا لإنتاج الألبان ومشتقاتها"، مشيرا إلى أن مصانع الشركة تنتج حاليا الحليب والألبان وثلاثة أنواع من الأجبان.
وذكر دور أن الجمهور يعتقد بأن صناعة الألبان تتم فقط من حليب الأبقار، لكنها معلومة غير دقيقة، حسب قوله.
قدرات المزرعة
ويواصل دور حديثه باستمتاع حول قدرة المزرعة على استيعاب هذا العدد الكبير المنتظر من الأبقار، مشيرا إلى أن مساحة المزرعة حاليا قادرة على استيعاب أربعة آلاف بقرة، أما الأربعة آلاف الأخرى فسيتم وضعها في المزرعة الفرعية التابعة للمزرعة الأم.
وفي ما يتعلق بالمعدات والتجهيزات المتوفرة في المزرعة، تحدث المدير عن عناصر عديدة يقول إنها ستجعل هذا المشروع من المشاريع العملاقة في المنطقة.
وأشار إلى نظام التبريد في الحظائر المخصصة للأبقار، ولصغارها، وتلك المخصصة لصغار الأغنام، والرضاعات التي تؤمن للصغار الاستفادة من كمية الحليب المنتجة يوميا، بالإضافة إلى المحلب الآلي الحديث القادر على حلب 180 رأسا خلال ثلاث دقائق، والطاقم الطبي المتخصص.
أما الأعلاف فيبدو أنها لن تكون مشكلة للقائمين على المزرعة، فمديرها يشير إلى مبنى مغطى بالكامل، يبدو كما لو كان مخزنا، لكن عندما تدخله تجد أنه أرضية صناعية ومزرعة عشبية مائية لإنتاج العشب الطبيعي تستطيع الآن إنتاج 25 طنا من الأعشاب التي تؤمن 50% من الأعلاف، بفضل التقنية الحديثة المستخدمة في المزرعة.