أحداث مصر وسوريا تهبط ببورصة القاهرة
وأظهرت نتائج الموقع الرسمي للبورصة أن تعاملات الأمس أسفرت عن خسارة 141 ورقة، بينما ربحت 13 ورقة، واتسمت أسعار عشرين ورقة بالثبات، كما أظهرت البيانات أن صافي تعاملات الأجانب اتجهت نحو البيع بينما كانت صافي تعاملات المصريين والعرب باتجاه الشراء.
تداخل الأحداث
وأرجع الخبير المالي حنفي عوض انخفاض البورصة أمس الثلاثاء لعاملين أساسين أولهما الأحداث الداخلية بمصر وما يرتبط بها من ضبابية حول خارطة الطريق والدستور والمشاركة فيه، وحالة الطوارئ وما يشهده الشارع المصري من فعاليات معارضة للنظام الجديد.
وأوضح عوض -في تصريح للجزيرة نت- أن العامل الثاني وراء تراجع مؤشرات البورصة هو الضربة المحتمل أن توجهها الولايات المتحدة لسوريا، وأشار إلى أن حالة الترقب الراهنة لهذه الضربة أثارت تساؤلات حول حجمها وطبيعتها ومدى تأثيرها على مجريات الحياة الاقتصادية بالمنطقة، ورأى أن الأحداث الإقليمية بالمنطقة تفسر لنا سلوك الأجانب بالبورصة المصرية وتركيز تعاملاتهم خلال الأسبوع الماضي نحو البيع بقيمة 315 مليون جنيه مصري.
وحول أداء السوق اليوم الأربعاء توقع عوض أن يكون هناك انخفاض طفيف، وأشار إلى أن ارتفاع أو انخفاض المؤشرات سيتوقف على سيناريوهات حل الأزمتين المصرية والسورية.
تداعيات سلبية
ومن جانبها، رأت الخبيرة المصرفية بسنت فهمي أن الأزمة السورية هي التي ساعدت بشكل كبير في هبوط البورصة المصرية وباقي البورصات العربية الثلاثاء، وتخوفت من التداعيات السلبية على اقتصاديات المنطقة إذا ما تم توجيه ضربة لسوريا، واعتبرت أن حدوث هذه الضربة سيجر المنطقة بكاملها إلى حرب لن تقتصر على سوريا.
وبسؤالها عن التداعيات السلبية المتوقعة على اقتصاديات المنطقة في حالة ضرب سوريا، قالت الخبيرة المصرفية "إن هذا قد يؤدي لانهيار البورصات العربية وتأثر الاستثمار في جميع دول المنطقة سلبًا، وارتفاع تكلفة التأمين على النقل والشحن، وكافة الأعمال التي تغطيها الخدمات التأمينية".
وذكرت بسنت فهمي أن توجيه ضربة لسوريا سيؤدي لاتساع دائرة الحرب بالمنطقة وحدوث خسائر اقتصادية جسيمة، وقالت "إن الحل السياسي للأزمة السورية يمكن التأقلم مع نتائجه وتوقع خسائره، وهي بلا شك ستكون أقل بكثير من خسائر سيناريو الحرب".
كما اتفقت في الرأي مع عوض في تأثر تعاملات البورصة بالعوامل الداخلية الخاصة بالاقتصاد المصري. وحول توقعها لأداء سوق المال اليومين القادمين، أجابت أن استمرار حالة الترقب وعدم ضرب سوريا سيفضي لحالة استقرار بالسوق أو تراجع طفيف بالمؤشرات. وخلصت إلى أن "وقوع هذه الضربة لسورية سيترتب عليه سيناريوهات أسوأ تتجاوز على البورصة والاقتصاد المصريين إلى اقتصاديات المنطقة بشكل كامل".