قرار المركزي الأوروبي ينعش الأسواق
عرفت أسواق المال الأوروبية والأميركية والآسيوية انتعاشا عقب قرار البنك المركزي الأوروبي أمس تنفيذ عمليات غير محدودة لشراء سندات سيادية من بلدن مضطربة بـأزمة الديون السيادية الأوروبية من أجل خفض كلفة استدانتها المرتفعة، فقد ارتفع مؤشر نيكي القياسي الياباني في بداية التداول اليوم بنحو 2% ومؤشر بورصة هونغ كونغ بـ2.5% ومؤشر بورصة كوريا الجنوبية بـ2.4%، وقفز مؤشر شنغهاي الصيني بنحو 4.2%.
وفي الأسواق الأميركية أغلق مؤشر الأسهم على ارتفاعات هي العليا منذ سنوات، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز الأوسع نطاقا بـ2.04%، وهو أعلى مستوى منذ ما قبل انهيار بنك ليمان براذرز، وصعد مؤشر داو جونز لأسهم الشركات الأميركية الكبرى بنحو 1.87%، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2007.
كما أغلق مؤشر ناسداك لأسهم شركات التكنولوجيا مرتفعا بنحو 2.17%، وهو أعلى صعود منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2000.
الأسواق الأوروبية
وفي أوروبا حققت الأسهم ارتفاعا هو الأعلى في ستة أشهر في ظل ترحيب المستثمرين بخطة للبنك المركزي الأوروبي لشراء السندات الحكومية، فقدت صعد مؤشر يوروفرست لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنحو 2.36%، وقفز مؤشر أسهم البنوك -وهي أكبر حائز للديون السيادية الأوروبية- بنسبة 5.6%، وأغلق مؤشر فايننشال تايمز البريطاني مرتفعا بـ2.11% وداكس الألماني بنسبة 2.91% وكاك الفرنسي بنحو 3.06%.
وانخفضت كلفة استدانة إسبانيا وإيطاليا بنسبة 0.3% بالنسبة للأولى، لتستقر عند 6.12% بالنسبة للسندات لأجل 10 سنوات، وتراجعت الكلفة بنسبة 0.1% لروما لتناهز 5.33%.
وقال جيرار لين خبير الاستثمار في شور كابيتال إن هذه الخطوة من المركزي الأوروبي "لن تؤدي على الأرجح لتسريع النمو الاقتصادي، لكنها ستخفف المخاوف بشأن انهيار النظام المالي وتفاقم حدة الركود في البرتغال وأيرلندا وإيطاليا وإسبانيا".
قادة أوروبا
ورحب القادة الأوروبيون وصندوق النقد الدولي بقرار البنك المركزي الأوروبي، حيث قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن تحرك البنك ينسجم مع الصلاحيات المخولة له لحماية النمو في أوروبا، وصرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه أيد منذ عامين مثل هذا التحرك لدعم العملة الأوروبية الموحدة.
واعتبر رئيس الوزراء ماريو مونتي أن خطة المركزي الأوروبي لشراء سندات سيادية خطوة مهمة لمنطقة اليورو، مشيرا إلى أن ارتفاع كلفة الاستدانة من الأسواق الدولية لا يهدد إيطاليا وحدها ولكن المنطقة برمتها، وتوقع مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد الأوروبي أولي رين أن يؤدي هذا القرار لاستعادة ثقة المستثمرين، لكنه نبه الدول المضطربة لضرورة مواصلة اتخاذ خطوات حاسمة لضبط وضعها المالي وإنعاش النمو.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إن الصندوق مستعد للتعاون مع البنك المركزي الأوروبي للتنفيذ الصارم لبرنامج للتدخل في سوق السندات.