العرب فشلوا في إنعاش التجارة البينية
18/10/2009
عبد الحافظ الصاوي-القاهرة
قال الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية إن التجارة البينية العربية لا تزال تعتمد على سلعة واحدة وهى النفط، ووصف تجربة التكامل الاقتصادي العربي منذ الخمسينيات بالفاشلة لأنها استنسخت التجربة الأوروبية ولم تراع الظروف والبيئة الاقتصادية العربية التي تعاني من مشكلات حادة في مجال التنمية.
وأشار أحمد الجويلي في مؤتمر بالإسكندرية السبت والأحد بعنوان "حتمية تفعيل التجارة البينية العربية في ضوء الأزمة المالية العالمية" إلى أهمية المدخل التجاري في تجربة التكامل الاقتصادي العربي. بيد أنه أوضح أن ذلك المدخل لم يؤت ثماره المرجوة.
وقال في هذا الإطار "لقد نجحنا في إقامة منطقة التجارة العربية الحرة منذ يناير 2005، إلا أن المعوقات الأخرى لا تزال قائمة وتتمثل في تعثر عمليات تيسير التجارة البينية وضعف القواعد الإنتاجية العربية وهو ما يجعل نجاح إقامة منطقة التجارة العريبة الحرة محدودا".
الاستثمار ودعم اللوجستيات
وشدد الجويلي في المؤتمر الذي نظمته الجمعية العربية لتنمية التجارة البحرية على أن تماثل الهياكل الإنتاجية العربية من أهم معوقات التجارة العربية. فالعالم العربي لا يزال يعتمد على تصدير المواد الأولية ويستورد سنويا 75 مليون طن من الغذاء على الرغم من الإمكانيات والموارد الزراعية في مصر والسودان وغيرهما من البلدان العربية.
وللتغلب على معوقات التجارة البينية العربية في ضوء الأزمة العالمية, يرى الجويلي أن الحل يكمن في زيادة الاستثمارات العربية في القطاعات الإنتاجية بالبلدان العربية.
من جهته, دعا وزير النقل والمواصلات المصري السابق عصام شرف إلى ضرورة تكوين صندوق عربي لدعم اللوجستيات. وأوضح أن هناك مشكلات كبيرة في مجال النقل بالعالم العربي تعوق التجارة العربية البينية خاصة والتجارة مع العالم عامة.
وأضاف شرف أن ما بين 40% و60% من تكلفة التجارة تتمثل في ثمن اللوجستيات، وأن العالم العربي يعاني من شح الاستثمارات في هذا المجال. وتابع أن الثروة لا تعني القدرة التنافسية.
وقال "إذا أردنا أن يكون لنا موضع قدم في السوق العالمي فلابد من أمرين مهمين هما تحسين قدرتنا التنافسية ودعم اللوجستيات". ورأى أن دعم اللوجستيات أهم من دعم الصادرات الذي تتبعه معظم الدول العربية.
ودعا الوزير السابق إلى ضخ استثمارات عربية في مجال اللوجستيات قائلا إن "إرهاب التكلفة يجب ألا ينسينا رحابة العائد".
حزمة العلاج
بدوره أشار وكيل وزارة التجارة والصناعة المصرية حسين عمران إلى أن حجم التجارة البينة العربية نهاية 2008 بلغ 164 مليار دولار مقابل 135 مليارا عام 2007. واستنتج من هذا أن معدل الزيادة طفيف ولا يعكس وجود أثر لمنطقة التجارة العربية الحرة التي ألغت الجمارك والضرائب.
بدوره أشار وكيل وزارة التجارة والصناعة المصرية حسين عمران إلى أن حجم التجارة البينة العربية نهاية 2008 بلغ 164 مليار دولار مقابل 135 مليارا عام 2007. واستنتج من هذا أن معدل الزيادة طفيف ولا يعكس وجود أثر لمنطقة التجارة العربية الحرة التي ألغت الجمارك والضرائب.
" نسبة التجارة البينية العربية من حجم التجارة الإجمالي للعالم العربي بلغت العام الماضي 9.4% مقابل65% في الاتحاد الأوروبي " |
فالتجارة البينية العربية العام الماضي لم تمثل سوى 9.4% من حجم التجارة الإجمالي للعالم العربي، في حين أن هذه النسبة بلغت في الاتحاد الأوروبي 65% في العام نفسه.
من جهته ذهب الخبير بمركز دراسات الأهرام أحمد النجار إلى أن تعزيز التجارة البينية العربية يستلزم وجود حزمة من الاصلاحات الجذرية والسريعة التي تفرضها الأزمة العالمية ومتطلبات العولمة.
ومن بين تلك الإصلاحات التي يراها لازمة تطوير البنية الأساسية وتنسيق الاستثمارات الجديدة بحيث تصبح تكاملية وليست تنافسية, وضمان الاستثمارات البينية ضد المخاطر غير الاقتصادية من خلال الحكومات العربية.
المصدر : الجزيرة