لاجئ في سوريا يحافظ على جذوره بمتحف للمقتنيات الفلسطينية في منزله

"هي القطع تعني لي حقي المشروع في فلسطين". بهذه الكلمات التي تقطر وجعا ممزوجا بالحنين يتحدث اللاجئ الفلسطيني محمد علي فارس عن المقتنيات التي يجمعها ويعرضها في متحف منزلي بمدينة جرمانا في جنوب سوريا.

يضيف أن مقتنياته هي توثيق لقصة "الأجداد والآباء فوق أرضنا في فلسطين.. (إنها) تعني لي حقي المشروع لعودتي لأرض الآباء والأجداد".

يجلس فارس في غرفة مملوءة بمفاتيح المنازل المهجورة وسلال القش والأواني وتتزين جدرانها بالخرائط، ويقول إنه أنشأ هذا المتحف بعد حصوله على وثائق ومفاتيح منزل عائلته، انطلاقا من شعوره بالحاجة إلى مكان يجمع فيه الأشياء التي تربطه بجذوره.

والدخول مجاني للمتحف الذي يحمل اسم "البيت الوطني لإحياء التقاليد الفلسطينية"، ويضم مقتنيات فارس الشخصية وقطعا اشتراها من لاجئين آخرين في سوريا.

وتمتد جذور الرجل إلى بلدة صفد شمالي بحيرة طبريا، وفرت عائلته مع مئات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين في حرب عام 1948 إبان قيام إسرائيل.

 أمل بالعودة

يقول فارس "بالنسبة لي هو (يمثل المعرض) باب أمل بالعودة وإنهاء الاحتلال من فلسطين".

وإذ لا تلوح في الأفق حاليا بوادر أمل بالعودة، يأمل فارس في أن يكون المتحف تذكرة للأجيال الشابة ودعوة للتمسك بأراضيهم.

ويضيف الرجل البالغ من العمر 66 عاما "رسالة للأجيال من أجل ألا تنسى فلسطين لأن الصهاينة كانوا يتوقعون أن الكبار الذين شُردوا من فلسطين سيموتون والصغار ينسون، ولكن من خلال الأحداث والثورات تبين أن الكبار يموتون والصغار يتمسكون بأرضهم".

وجرى ترحيل نحو 700 ألف فلسطيني أو اضطروا للخروج من بلداتهم الفلسطينية إلى سوريا والأردن ولبنان خلال أحداث النكبة المروعة في الفترة بين 1947 و1949، في حين بقي 165 ألفا أصبحوا الآن عرب 1948.

ويشكّل لاجئو 1948 وأبناؤهم وأحفادهم القسم الأكبر من بين 4.3 ملايين لاجئ وفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، كثيرون منهم في مخيمات فقيرة في الدول العربية وفي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. ويطالب جميع اللاجئين بحق العودة.

ورغم قرارات الأمم المتحدة، ترفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حق العودة، خشية فقدان الغالبية اليهودية.

المصدر : رويترز