آخر خليفة عثماني.. أعمال عبد المجيد الثاني الفنية في معرض بإسطنبول

بورتريه ذاتي رسمه الخليفة عبد المجيد الثاني لنفسه (مواقع التواصل)

يُعرف عبد المجيد الثاني (1868-1944) بأنه آخر خلفاء الدولة العثمانية، حيث قامت في ظل حكمه الجمهورية التركية عام 1923، وانتهت برحيله إلى أوروبا الخلافة العثمانية. لكن هل تعلم أنه كان رساما بارعا وترك عديد اللوحات؟

يقول موقع "تي آر تي وورلد" (TRTworld) التركي في تقرير له إن عشرات اللوحات والأعمال الفنية التي تركها الخليفة عبد المجيد الثاني ستُعرض للجمهور في معرض ضخم بمتحف "شكيب صبنجي" في إسطنبول.

من رموز الفن التركي

وتؤكد نازان أولسر، مديرة المتحف أن فكرة إقامة المعرض بدأت قبل أكثر من عامين، أثناء عملية فحص للوحات عبد المجيد الثاني الموجودة في المتحف باستخدام تقنيات مخبرية للحصول على فكرة أفضل حول الألوان والتقنيات والمواد المُستخدمة في رسمها.

وأوضحت أولسر أنها أُعجبت كثيرا بتقنيات الرسم التي اعتمدها الخليفة عبد المجيد الثاني، مضيفة أن "عبد المجيد أفندي يعتبر من أهم رموز الفن التركي. مثلما أقمنا في السابق معارض لرواد الرسم التركي، لم يكن بوسعنا التغاضي عن أعمال الخليفة عبد المجيد. إنه يتمتع بمكانة بارزة مثل أجداده الأتراك الذين عُرفوا بموهبة الرسم، على غرار أحمد شاكر باشا (1841-1907)، وعثمان حمدي بك (1842-1910)، وسليمان سيد (1842-1913)، لهذا السبب علينا التركيز عليه أيضا".

لوحة الخليفةة هانزاد ابنة الخليفة العثماني أحمد الأول، من أعمال عبد المجيد الثاني (مواقع التواصل)

الشغف بالرسم

تقول أولسر إن الخليفة عبد المجيد الثاني كان شغوفا بالرسم والموسيقى وفن الخط، وأنه "رغم ارتباطه بالدين والتقاليد، كان مثقفا ومنفتحا على الغرب".

بعد وفاة والده بـ8 أعوام، عاش عبد المجيد في "قصر فيريه" مع أخته الكبرى نظيم سلطان، ودرس في مدرسة شهزاد مع أخويه شوكت وسيف الدين أفندي، وتلقى تدريبات عسكرية وتعلم الرياضة والتاريخ والأدب والجبر والكيمياء، وأتقن اللغة الفرنسية والألمانية والعربية والفارسية.

وكانت تربط عبد المجيد الثاني علاقات وثيقة مع أساتذة أكاديمية الفنون الجميلة التي تأسست عام 1882، وقد تتلمذ على يد عثمان حمدي بك وسلفاتور فاليري.

وبين عامي 1886 و1888، أرسل عبد المجيد الثاني عدة لوحات لعرضها في مشغل النحت بمدرسة أثينا للفنون الجميلة، بما في ذلك لوحة "الخليفة عبد العزيز".

كما كان عبد المجيد الثاني صديقا للرسام فاوستو زونارو، وتلقى منه دروسا في الرسم. كما درس على يد برتراند باريل في ثانوية "غلطة سراي"، وهو ما دفعه إلى تكوين مكتبة فنية ومتابعة المنشورات الأوروبية.

بورتريه السطان عبد العزيز من أعمال عبد المجيد الثاني (مواقع التواصل)

مئات الأعمال الفنية

تقول أولسر "لقد كنا محظوظين لأننا نعرف عائلة عبد المجيد أفندي. أنا شخصيا كانت تربطني صداقة بحفيدته نسليسة سلطان رحمها الله. لقد كانت صديقتي المقربة، وبفضلها التقيت ببقية أفراد العائلة، وقد قدموا لي دعما كبيرا خلال مرحلة التحضير لهذا المعرض".

وكانت فرنسا التي سافر إليها الخليفة عبد المجيد الثاني في أعقاب إلغاء الخلافة وإعلان الجمهورية التركية، تحتفظ بعدد من لوحاته، وتقول أولسر في هذا السياق إن "المتحف كان محظوظا جدا لأنه حصل على عدد من رسوماته من الحكومة الفرنسية".

وتضيف "هناك بعض أعماله التي تُعرض لأول مرة. لقد اعتقدنا أننا مطلعون على جميع الأعمال التي أنتجها، لكن اتضح أننا كنا مخطئين. سيشاهد الزوار في هذا المعرض أعمالا لعبد المجيد أكثر من تلك المعروضة في قصر طولما باغجة. لهذا السبب يمكنني القول إنني سعيدة بالنتيجة".

وكشفت أولسر أن المتحف يخطط أيضا لإقامة معرض يضم أعمالا بخط الخليفة عبد المجيد الثاني، قائلة إن "المؤرخين الذين يعملون على سيرته الذاتية سيجدون العديد من الوثائق. أنا واثقة بأنه سيكون هناك المزيد من الأعمال الفنية التي ستظهر للعلن، والتي لم نتعرف عليها لأننا لم نكن نعلم بوجودها".

ويضم المعرض الذي أُطلق عليه "عبد المجيد أفندي: عالم الأمير الاستثنائي"، 60 لوحة وأكثر من 300 وثيقة، 14 منها حصل عليها المتحف من وكالات حكومية، و17 من مجموعات عائلية ومتاحف خاصة ومعارض. ومن بين أبرز اللوحات، بورتريه ذاتي رسمه الخليفة عام 1926 في مدينة نيس الفرنسية التي قضى فيها آخر 20 عاما من حياته، ولوحتان أهداهما للروائي بيير لوتي.

المصدر : مواقع إلكترونية