بينها أعمال يشار كمال وأورهان باموق ونديم غورسيل.. 10 روايات تكشف روعة الأدب التركي الحديث

كومبو يجمع الأدباء الأتراك يشار كمال وأورهان باموق ونديم غورسيل Yaşar Kemal , Orhan Pamuk , Nedim Gürsel
من اليمين إلى اليسار: نديم غورسيل وأورهان باموق ويشار كمال (الجزيرة/ الفرنسية)

باستثناء ناظم حكمت وأورهان باموق، لا يعرف كثير من القراء العرب الأسماء المهمة في الأدب التركي الحديث، رغم أن حركة الترجمة من التركية إلى العربية ازدهرت مؤخرا وبدأت الروايات والأشعار التركية تجد طريقها إلى قارئ العربية.

وعلى خلاف نقص المكتوب بالعربية عن الأدب التركي، يجد الأخير صدى واهتماما لدى النقاد الفرنسيين، وصدرت قبل عدة أعوام بالفرنسية "أنطولوجيا" ضخمة بعنوان "كتّاب أتراك على ضفاف الشمس" تتضمن نخبة واسعة من النصوص التي تعود إلى كتّاب أتراك معروفين وآخرين أقل شهرة، وبالتالي تشكّل بانوراما قيمة لقرنٍ من الإبداع الأدبي التركي في ميادين الرواية والقصة القصيرة والحكاية والشعر.

ويستعرض موقع" لو بوتي جورنال" (Le petit journal) الفرنسي فيما يلي قائمة تضم 10 أعمال تكشف روعة الأدب التركي المترجم إلى الفرنسية.

رواية "محمد النحيل"-يشار كمال

في هذه الملحمة، يروي الكاتب يشار كمال قصة الشاب محمد الذي يكافح من أجل الحرية ضد مجموعة من الإقطاعيين الذين أصبحوا من أصحاب المصانع. وكان عملاق الأدب التركي مرشحا في عدة مرات لنيل جائزة نوبل، وتُرجمت رواياته إلى نحو ثلاثين لغة.

ووصل كمال إلى العالمية من خلال خياله المدهش والمتدفق في أعماله الروائية، وفهمه الكبير لأعماق النفس البشرية واستلهامه التراث التركي والكردي، وهو ما تعكسه أعماله الأدبية التي جعلته واحدا من الشخصيات الرائدة في الأدب العالمي.

وولد كمال صادق غوتشلي -المنحدر من أصل كردي والمشهور باسم يشار كمال- عام 1926 بقرية "حميدة" جنوب شرق تركيا، كما تشير بعض المصادر إلى أن ميلاده قد يكون عام 1923.

وكان سهل تشوكوروفا مكان ميلاد كمال المحور الرئيسي لمعظم رواياته، بما في ذلك "محمد النحيل" التي أكسبته شهرة جعلته يترشح لجائزة نوبل للآداب عام 1973.

رواية "مادونا صاحبة معطف الفرو"-صباح الدين علي

تدور أحداث الرواية في ثلاثينيات القرن العشرين، حين ينبهر الشاب التركي رائف أفندي في معرض لوحات فنية في برلين بلوحة "مادونا صاحبة معطف الفرو" ويلتقي خلال المعرض بالمرأة المرسومة في اللوحة، ماريا بودر، ويُغرم بها.

تُعتبر هذه الرواية -التي كتبت قبل أكثر من 70 عاما- من أكثر الكتب مبيعا في تركيا السنوات الأخيرة. ومنذ عام 1998، بيع منها ما يقارب مليون نسخة، وتمثل أعمال علي نموذجا للرواية التركية الواقعية، وعاش مؤلفها حياة حافلة وكان معارضاً للسلطة ودخل السجن على إثر قصيدة، وتوفي عام 1948.

غلاف كتاب " كتّاب اتراك على ضفاف الشمس"
أصدرت دار "Galaade" الباريسية "أنطولوجيا" ضخمة تتضمن مختارات من الأدب التركي بالفرنسية تحت عنوان "على ضفاف الشمس" (الجزيرة)

رواية "صيف طويل في إسطنبول"-نديم غورسيل

احتفل نديم غورسيل عام 2016 بالذكرى الخمسين لدخوله عالم الأدب، وتُعد رواية "الصيف الطويل في إسطنبول" أول رواياته، وقد نُشرت في فرنسا عام 1980.

تتحدث هذه الرواية عن فترة القمع التي تلت الانقلاب العسكري في تركيا عام 1971، وقد حصل غورسيل من خلالها على جائزة أكاديمية اللغة التركية عام 1976، وهي أعلى وسام أدبي تركي، بحسب الصحيفة الفرنسية.

ومنذ نصه السردي الأول "صيف طويل في إسطنبول" ما برح الكاتب يخلط الماضي بالحاضر في رواياته، مستقيا غالبا مادة هذه الروايات من حياته الغنية بالأحداث والأسفار، وأيضا من واقع وطنه وتاريخه الحديث.

رواية "نريد المزيد"-هاكان غونداي

تحكي الرواية قصة الطفل غزا ذي السنوات التسع، والذي يجد نفسه في قلب شبكة لتهريب البشر نحو أوروبا. حصل غونداي، الذي يوصف بأنه "الولد الفظيع للجيل الجديد من الكتاب الأتراك" على جائزة ميديتشي عن فئة الأدب الأجنبي لعام 2015 بفضل هذه الرواية.

 رواية "الشارب"-تحسين يوجل

بطل الرواية شخص يُدعى جومالي، والقصة بأكملها تدور حول شاربه. في هذه الرواية، يسخر يوجل من ارتباط الشارب في أذهان الأتراك بالفضيلة والأمانة والصدق.

رواية "معهد تنظيم الوقت"-أحمد طانبينار

تدور أحداث القصة مع نهاية الإمبراطورية العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية، وتتحدث عن صانع ساعات يثور على البيروقراطية التي تحكم المجتمع. يوجّه طانبينار من خلال هذه الرواية نقدا لاذعا للمجتمع التركي في تلك الفترة.

رواية "اسمي أحمر"-أورهان باموق

يمزج باموق في هذه الرواية بين المغامرات البوليسية وقصص الحب، ويسبر أغوار الإمبراطورية العثمانية بأسلوب مشوق. ويُعد أول كاتب تركي يحصل على جائزة نوبل للآداب، وكان ذلك عام 2006.

وصدرت الرواية بالتركية بعنوان استفزازي محير وغلاف جميل ومثير للفضول، وبدا الغلاف وكأنه شيء ترغب بشرائه وفتحه واللعب به، إذ اعتاد الأتراك أن تكون أغلفة روايات الأدب العالمي بسيطة وعادية (وقورة) لكن رواية باموق بما فيها من غموض وإثارة بدت وكأنها تنتمي لعالم الترفيه، وهو ما لم يكن شائعا في تركيا.

رواية "المدينة ذات العباءة القرمزية"-أصلي أردوغان

تدور الرواية حول مغامرة الطالبة التركية الشابة أوزغور في مدينة ريو البرازيلية. لم تسر رحلة أوزغور في ريو كما خططت لها، لكنها دوّنت خلاصة تجربتها الثرية هناك.

رواية "الرجل الضال"-يوسف أتيلجان

نُشرت عام 1959، وهي من كلاسيكيات الرواية التركية إلى جانب روايتي "محمد النحيل، معهد تنظيم الوقت".

بعيدا عن مُثُل الجمهورية الكمالية، يتحدث بطل القصة عن فشله في التكيف مع قيم المجتمع الذي ينتمي إليه.

رواية "فوق الأرض الخصبة"-أورهان كمال

تروي قصة 3 فلاحين غادروا قريتهم وسط الأناضول وانتقلوا للعيش بمدينة أضنة، أملا في الحصول على عمل يوفر لهم دخلا أعلى. تحوّلت الرواية عام 1979 إلى عمل سينمائي من إخراج إردن كيرال. وهناك جائزة أدبية في تركيا باسم كمال تُمنح سنويا منذ عام 1972.

قصائد ناظم حكمت

في الذكرى 57 لوفاته، تناولت صحف تركية عدة أبيات من شعر الأديب التركي والناشط السياسي ناظم حكمت الذي وافته المنية يوم 3 يونيو/حزيران 1963 في موسكو ودفن فيها بعيدا عن بلده الذي نُفي منه.

ورغم تنوع أشكاله الشعرية التقليدية والحديثة، اشتهر حكمت بعنايته بالشعر الحر القريب من العامية، وتميز بالبساطة والوضوح والمباشرة، وبسبب تنقلاته وصداقاته العديدة مع أدباء أتراك وروس وعرب وأوربيين، فقد تغذت كلماته على خلفيات ثقافية متنوعة تأثر بها، مما أهله ليكون شاعرا تركيا ذا شهرة عالمية.

وكان حكمت مؤيدا لحركة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك في بدايتها، لكنه عارض النظام السياسي الذي بُني بعد ذلك، وقضى سنوات في السجن والمنفى، وإذ منعت أشعاره في بلده الأم، فقد كتب العديد من قصائده بأسماء مستعارة.

وكان الشاعر والأديب التركي الشهير قد سجل ملامح عديدة من سيرته الذاتية في قصائد منظومة بالتركية، وسجل فيها مراحل من حياته بدءا بالطفولة وحتى الكهولة بما في ذلك تجربة سجنه وتنقله بين البلدان، ويقول في "سيرة ذاتية":

وُلدتُ في 1902

لم أعد أبدا إلى مسقط رأسي

أنا لا أحب العودة إلى الوراء

في الثالثة كنت حفيدا لأحد الباشاوات في حلب

في التاسعة عشرة طالبا في الجامعة الشيوعية في موسكو

في التاسعة والأربعين عدت إلى موسكو كضيف لحزب التشيكا

وكنت شاعرا منذ أن كنت في الرابعة عشرة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الفرنسية