الأعمال الرمضانية لم ترْق لتطلعات الجزائريين
الإمكانات المالية
وأكد مزاحم أن "الجزائر تمتلك مواهب كثيرة في التمثيل، لكن أصحابها لا يجدون المناخ المناسب لإطلاق طاقاتهم"، كما أن الدراما الجزائرية -بحسبه- "لا تعاني من أزمة نصوص، ولكن المشكل في من يدفع أجور كتاب السيناريو، ممن يكتبون ثم يصطدمون بلجنة القراءة، التي ترفض كتاباتهم".
وحدد المخرج والمنتج الجزائري أسباب تردي وضع الدراما الجزائرية بأن الإنتاج الدرامي يخضع لمبدأ الظرفية والمناسبات، وغياب النقد رغم أهميته في التعرف على العناصر الأساسية في أي عمل درامي وتحديد مستوى العمل.
العربي لكحل " هناك أعمال تعطي أملا في مستقبل الدراما الجزائرية، لكن هناك أعمالا لا تشرف أصحابها ولا القنوات التي تبثها |
غياب الإبداع
وفي معرض تقييمه للأعمال الرمضانية الجزائرية يؤكد المخرج العربي لكحل في حديثه للجزيرة نت أن "هناك أعمالا تعطي أملا في مستقبل الدراما الجزائرية، لكن أعمالا أخرى لا تشرف أصحابها ولا القنوات التي تبثها".
وأوضح أن "المشاهد الجزائري واع، ويبحث عن أعمال إبداعية"، لكنه يتأسف لكون الأعمال التي تعرض منذ سنوات لا قيمة إبداعية لها، وأغلبها في رأيه يعتمد على عنصر الفكاهة ويفتقد إلى الطرح العميق لقضايا ومشاكل الجزائريين.
ولأجل ذلك -كما يقول لكحل- لم يعد المشاهد الجزائري يتعاطى مع هذه الأعمال وزهد في متابعتها، وفضل متابعة قنوات عربية وأجنبية، باستثناء قناة "الجزائرية" التي كانت جريئة -حسب لكحل- بعرضها لبرنامج "جورنال القوسطو" (جريدة الخاطر)، وهو برنامج ساخر تعرّض لعدة شخصيات سياسية هامة بالنقد، منها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزراء، ولكن ذلك جاء في بعض الأحيان بتهكم يمس الأشخاص وكان بإمكان هؤلاء متابعتها قضائيا.
ورفض لكحل التسليم بأن إشكالية التمويل هي التي تؤثر على نوعية الأعمال المقدمة، لأن القنوات الخاصة نالت حصة مهمة من الإشهار، في حين أن التلفزيون العمومي يمتلك ميزانية لإنتاج أعمال ذات جودة.
والسبب الحقيقي في رداءة الإنتاج في رأيه أن "هذا المجال فاسد، ويجب محاسبة الأشخاص الذين تقدم لهم أموال لإنتاج مختلف الأعمال، لأن هناك أشخاصا يقدمون فواتير مضخمة، وبعيدة كل البعد عن القيمة الحقيقية للأعمال المنتجة"، هذه أموال الشعب -يقول لكحل- وتجب مراقبتها، ويتهم التلفزيون العمومي بممارسة الإقصاء ضد بعض المخرجين منذ 2003.
واعتبر لكحل أن "الإشكال أكبر من ضعف التمويل، أو غياب سيناريوهات قوية، أو ضعف الممثلين، الذين نجد بعضهم لا يتقنون قراءة نص بالعربية، لكن الإشكال سياسي، وفي أعلى مستوى، فليس هناك اهتمام حقيقي من طرف الدولة، وحتى من المسؤولين بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني".