مدريد.. تاريخ عربي يلفه النسيان
تقول المؤرخة الإسبانية أستاذة قسم الدراسات العربية والإسلامية في كلية الآداب بجامعة "كومبلوتينسي" العريقة في مدريد، ماريا خيسوس بيغيرا، إن هناك الكثيرين من المؤرخين والباحثين في هذا البلد قد نشروا الكثير عن التاريخ الإسلامي لمدريد، ولكنها لم تجد تفسيرا لجهل العامة به.
ودافعت الأستاذة الجامعية عن معرفة المدريديين بتاريخ مدينتهم الإسلامي، مشيرة إلى أن اسم كاتدرائية العاصمة الإسبانية هو "ألمودينا"، وأصله في العربية "المُدَيْنَة" أي المدينة الصغيرة، وأن كثيرا من الفتيات الإسبانيات اسمهن "ألمودينا". وأكدت الدكتورة بيغيرا على الأصل الإسلامي لمدريد.
مدينة الإسلام
ولفتت إلى العمل الأخير للبروفسورة كريستين مازولي غينتار، من جامعة نانت الفرنسية، وعنوانه "مدريد، مدينة الإسلام الصغيرة بالعصور الوسطى"، مشيرة إلى أن هذا العنوان استقي مما كتبه الإدريسي في القرن الثاني عشر الميلادي، حيث جاء في كتاباته إن مدريد مدينة صغيرة.
وأبرزت المؤرخة الإسبانية أهمية مدريد في العصر الإسلامي، حيث كانت واحدة من بين حوالي خمسين مدينة أندلسية، وقد كانت المدن الأندلسية تمثل السلطة السياسية وتؤدي وظيفة دينية مهمة عبر الجوامع، وكان لمدريد مسجد جامع يضم علماء ينقلون علوم الدين الإسلامي ويؤدون مهمة تثقيفية في مجتمعهم.
ورفضت بيغيرا ما يروجه علماء آثار إسبان من أن مدينة مدريد نشأت تحت الحكم المسيحي، وأن ما بناه المسلمون كان حصنا فقط وليس مدينة. مشيرة إلى أنه عندما يوجد 24 مصدرا تاريخيا وآثارا تؤكد أن مدريد بُنِيَت كمدينة فلا مجال للتشكيك بذلك.
وأضافت أستاذة الدراسات العربية أن أول ذكر موثق لمدينة "مجريط" كان مقترنا دائما بالإشارة إلى الأندلس، وأنه لا إشارة لهذا الاسم في أية وثائق قبل عصر الأندلس. وأكدت على أهمية الحفاظ على الذاكرة الجمعية وتلك الآثار التاريخية، من خلال حث السلطات الإسبانية على عمل المزيد في هذا الصدد.