محمد مهدي الجواهري في "دورة الخلود"
دورة الخلود
وقال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب د. فاضل ثامر -بحديثه للجزيرة نت- إن المهرجان يحمل في طياته رسائل عديدة منها إصرار الوسط الثقافي على مواصلة نشاطه برغم التحديات الثقافية والسياسية والأمنية والمالية، كما أنه يمثل إرادة التحدي لإقامته.
وأضاف أن الدورة الحالية من المهرجان حملت اسم "دورة الخلود" استذكارا للأدباء الذين رحلوا عن العراق خلال المدة الماضية، والذين يذكرهم اتحاد الأدباء بصورة دائمة من خلال جلسات الاحتفاء في مقره.
وعن أسباب اقتصار المهرجان على الأدباء العراقيين، قال "خططنا لدعوة الشعراء العرب والعراقيين في الخارج للمشاركة في المهرجان إلا أن الصعوبات المالية حالت دون ذلك، مشيرا إلى أن الاتحاد رفض تسلّم المبلغ الزهيد الذي قدمته وزارة الثقافة والذي لم يتجاوز الأربعة آلاف دولار".
من جانبه، قال عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان الشاعر عمر السراي -بحديثه للجزيرة نت- إن مائة شاعر قرأوا قصائد إضافة إلى 25 ناقدا تمكنوا من إبداء آرائهم بجلستين نقديتين، مشيرا إلى أن الشعراء المشاركين قدموا من جميع أنحاء العراق بمن فيهم الشعراء الأكراد من المحافظات الشمالية.
وقال الشاعر حسين القاصد -بحديثه للجزيرة نت- إن المهرجان قد شهد تحسنا على صعيدي القصائد الملقاة والآراء النقدية بدورته العاشرة، لكنه انتقد تكرار الأسماء نفسها بجلسة الافتتاح في غالبية دورات المهرجان، ووزارة الثقافة بسبب عدم تقديم الدعم للمهرجان.
السؤال الثقافي
ولفت الناقد جمال جاسم أمين -بحديثه للجزيرة نت- إلى الحضور الواسع في جميع المهرجانات بالعراق لقصيدة النثر، على حساب ما يسميه الشعر الحقيقي، الذي يهز وجود الإنسان ويطرح الأسئلة الكونية والمصير الإنساني، ويمثل رؤية جديدة للعالم، إذ أن هذا النوع من الشعر -وفق أمين- قليل جدا بالمهرجانات الشعرية في العراق.
ويرى أمين أن انتشار قصيدة النثر وبالشكل الحاصل بالمهرجانات العراقية يرتقي إلى مستوى الداء، مشددا على صعوبة التخلص منه، معزيا ذلك إلى المؤسسات الثقافية التي يقول إنها تعمل وفق أسلوب الترضية.
وأشار إلى أن جميع المهرجانات الشعرية بالعراق يغيب عنها السؤال الثقافي، وتتحول إلى إنشاد القصائد فقط، داعيا إلى أن تكون المهرجانات فرصة لطرح الأسئلة الثقافية الكبرى لأن الشعر وحده بوصفه إنشادا لا يسد حاجة البلد والمجتمع خصوصا المرحلة الحرجة التي يسود فيها القلق المجتمعي بسبب ظروف العراق منذ عام 2003.
من جهته، انتقد الشاعر فرحان المرشدي إدارة المهرجان بسبب قلة الشعراء المدعوين من المحافظات. وقال للجزيرة نت إن اتحاد الأدباء يختار مجموعة لا تتجاوز السبعة شعراء من كل محافظة، في حين يحصل شعراء بغداد على حصة الأسد.
يُذكر أن المهرجان الذي استمر على مدى ثلاثة أيام (27-29 ديسمبر/كانون الأول ) شهد إضافة إلى الجلسات والقراءات الشعرية محورين نقديين عن الجواهري وبدر شاكر السياب، باعتبار أن المهرجان يأتي مع ذكرى رحيل الأخير، كما أطلق اتحاد الكتّاب على 2014 عام السياب.