أدونيس: الأزمة بسوريا تستهدف هدمها
أثارت مواقف أدونيس من الثورة السورية انتقادات كثيرة من مثقفين سوريين وعرب، ورأى البعض أنه لا يغادر مقولاته السابقة من ضرورة إجراء القطيعة التامة بين الدين والسياسة، وأنه يقف في صف الدكتاتورية والاستبداد |
ودعا أدونيس في كلمته إلى "المساواة الكاملة بين جميع السوريين، في معزل عن الجنس والدين والمنشأ الاجتماعي أو الإثني السلالي، والتأسيس علمانيا للديمقراطية ولمدنية الحياة والدولة والمجتمع، وإرساء التعددية وتوطيد حقوق الإنسان وحرياته، وفي مقدمتها تحرير المرأة من القيود التي تكبلها وإعادة حضورها الإنساني الكامل، ولا تعود مجرد آلة للحرث والإنجاب".
وتساءل عن "جدوى ثورة في سوريا أو في غيرها من البلدان العربية لا تؤسس لولادة الفرد الحر المستقل ومصيره، وثورة يحكمها تأويل خاص وسياسي للنص الديني، في معزل كامل عن الواقع وعن الطبيعة وعن الحياة وعن الثقافة وعن الإنسان نفسه".
ورأى الشاعر السوري أن "ثورة تتكلم بلغة غير إنسانية ولغة الأكثرية والأقلية، ولا تلتفت إلى أن المجتمع يقوم على المواطنة الواحدة لا أكثرية ولا أقلية بالمعنى العرقي أو الديني أو اللغوي، بل حصرا بالمعنى الديمقراطي المدني الذي يقوم على الرأي الحر الفردي، ويتجلى في صناديق الاقتراع".
واعتبر صاحب "أغاني مهيار الدمشقي" أن "ألف باء كل ثورة حقيقية هي الفصل الكامل بين ما هو ديني وما هو سياسي وثقافي واجتماعي، والخروج من جحيم النظام العسكري المستمر والمتصاعد، ومن جحيم العسكرة وإباحة الساحة لكل مغامر والاقتتال المسلح والنظرة الواحدة الشمولية".
وشدد الكاتب -الذي أصدر مؤخرا عملا شعريا بعنوان "كونشيرتو القدس"- على أن "التغيير من دون تلك الأسس سيكون انتقالاً من عبودية إلى أخرى، ولن تكون هناك لا ديمقراطية ولا مدنية ولا مواطنية ولا تعددية ولا حقوق ولا حريات".