"منبر الموتى" مسلسل يشرّح الأزمة السورية
أما رؤوف -الذي تربى في ميتم- فتنمو لديه رغبة في الانتقام من كل شيء فيخوض تجارب زواج فاشلة، وعندما يصبح في سلك المخابرات يستخدم وظيفته للانتقام من الآخرين.
وأوضح الكاتب أن العمل "ستستمر فيه الخطوط الرئيسية، أي أن رؤوف ضابط مخابرات نافذ وشرير (يؤدي دوره عابد فهد)، لديه أزمات داخلية تتلخص في رغبته في إنجاب طفل يحمل اسمه بعد رحيله، وأزمات خارجية تتلخص في دخوله السجن والخروج منه مرات عديدة، مستعينا بشبكة العلاقات التي كونها في الداخل والخارج، بالإضافة إلى تكليفه بإدارة بعض المناطق الساخنة".
صراعات وتحولات
ويتابع رضوان "أما جابر (قصي خولي) فستطرأ على شخصيته مجموعة كبيرة من التحولات تنذر بولادة جديدة لشخص بسمات لا تتطابق أو تتشابه مع سماته التي ظهرت في الجزأين السابقين، إذ إن الظروف المالية الجديدة تحوله إلى شخص بمزاج آخر، وبردود أفعال أخرى".
ويستطرد صاحب "لعنة الطين" في سرد حكايته بقوله "سينشأ صراع عنيف بينه (جابر) وبين أبو إياد (يؤدي دوره الفنان عبد الحكيم قطيفان) لينتصر فيها أخيرا، ويعود للالتصاق بشارعه الفقير مرة أخرى وبفاعلية ستكون مفاجئة للمشاهد الذي اعتاد نمطا بكائيا للشخصية".
ويضيف رضوان "أما مفاجأة المسلسل فستكون هذه المرة الفنانة سمر سامي التي ستؤدي دور والدة أحد الجنود الذي يصطدم بسبب نزاهته برجل مخابرات سوري نافذ"، مضيفا أن المسلسل سيقدم وجهة نظر لا تتناسب مع العقائد التي نشأت حديثا لدى أغلبية شرائح الشارع العربي، رغم انحيازها إلى العنصر الأول وهو الناس.
ويتحدث صاحب "ساعات الجمر" عن مدى إيمانه بالدور الذي يمكن أن تؤديه الثقافة والكلمة في ما يجري حاليا في بلاده، قائلا "ربما لم يعد كلام العقل صالحا للاستعمال أثناء دوي الرصاص، لكن ذلك لا يمنع من طرح مشروع محاولة. والمحاولة في هذا السياق تكتسب مشروعيتها من صيغتها. كلنا أموات، وكلنا نبحث عن منبرنا الخاص، وعن فكرة الخلاص استنادا إلى هذا المنبر".
وكان الكاتب سامر رضوان قد اعتبر مسلسله "الولادة من الخاصرة" بأجزائه الثلاثة طريقته الخاصة في قول موقفه من الحراك الذي يجري في بلده، وطريقته في تسليط الضوء على حجم الفساد ورصد حالاته في المجال السياسي والاجتماعي والأخلاقي.
ويختم المؤلف -الذي يرى أن مسلسل "الولادة من الخاصرة" قد قدم واقع الفقر والاذلال والقهر الذي يؤدي لا محالة إلى انفجار الوضع على الصعيد الاجتماعي والسياسي- بقوله "وصفت الأسباب الموضوعية الكامنة وراء الحراك السوري من وجهة نظري الخاصة".