الصورة والثورة بملتقى المخرجين التونسيين
ووفقا لرئيستها سنية الشامخي تسعى الجمعية لتقديم الإضافة النوعية لعالم السينما في تونس، وهي بصدد إعداد دليل للسينما التونسية، كما تهدف للم شتات السينمائيين والتقريب بين أجيال المخرجين التونسيين.
عروض أفلام
وفي أيام الملتقى الثلاثة، التي انتهت فعالياتها أمس الأحد، عرض أكثر من 36 فيلما بين روائي ووثائقي. ومن الأفلام الجديدة التي عرضت "الطياب" لأنور لحوار و"حكايات تونسية" لندى حفيظ و"هروب" لفتحي الدغري و"كلمة الحمراء" لإلياس بكار.
وقد اقتحمت هذه الأفلام مواضيع كانت محظورة، منها عالم رهان الأحصنة في فيلم "في المقلوب" لأشرف عمار وعالم المخدرات والإجرام في فيلم "نحن هنا" لعبد الله يحيى. كما قاربت الكثير من الأفلام المعروضة موضوع الثورة، فكانت أعمال مثل "ثورة غير درج" لرضا التليلي و"لا خوف بعد اليوم" لمراد بالشيخ.
وأكد المشرفون على جمعية المخرجين التونسيين أن هذا الملتقى كان أشبه بالعكاظية السينمائية التي تعرض فيها كل الأفلام المنتجة سنة 2011 دون أي إقصاء.
تكريم الرواد
وخلال فعاليات الملتقى كرم عدد من السينمائيين الذين مثلوا علامات فارقة في تاريخ السينما التونسيية. من بينهم المخرج الكبير حمودة بن حليمة الذي يعد من المؤسسين للسينما التونسية.
واستحضر عدد كبير من السينمائيين التونسيين في مداخلاتهم تجربة هذا الرائد. وتكفل المخرج المعروف النوري بوزيد بتقديمه مازحا "إذا كنا الآن في مجلس تأسيسي فإن هذا المخرج كان أول من أسس للشخصية التونسية في السينما التونسية"، مشيرا إلى أن بن حليمة نجح في تجسيد الشخصية التونسية في رهافة الحس والإشارة الجريئة دون فجاجة.
وعرض لبن حليمة فيلم وثائقي قصير بعنوان "أرض البشر"، وهو فيلم يروي مرحلة تأسيس الدولة التونسية في الستينيات من خلال المشروع البورقيبي في مجال الزراعة، كما عرض بعد ذلك فيلمه الشهير "خليفة لقرع"، المقتبس عن قصة الكاتب التونسي الكبير البشير خريف، وهو من انتاج سنة 1969.
وأكد المخرج حمودة بن حليمة للجزيرة نت بأنه سعيد بتكريمه خاصة أن هذا التكريم لا يأتي من جهات رسمية إنما من أهل الاختصاص، كما أن سعادته أكبر لأنه يكرم بعد ثورة 14 يناير.
الملتقى حقق جزءا كبيرا من أهدافه بلم شتات المخرجين التونسيين وعرض معظم الأفلام المنجزة في عام الثورة التي بشرت بميلاد سينما تونسية جديدة جريئة ومختلفة |
سينما جديدة
كما شهد الاختتام تكريم السينمائي الطيب الوحيشي صاحب فيلم "ظل الأرض" وعرض فيلمه "الواحة والمصنع"، الذي لم يعرض إلا مرة واحدة سنة 1983 وبعدها منع من العرض.
ورأى متابعون أن الملتقى حقق جزءا كبيرا من أهدافه بلم شتات المخرجين التونسيين، وعرض معظم الأفلام المنجزة في عام الثورة وبشرت بميلاد سينما تونسية جديدة جريئة ومختلفة في التعاطي مع هموم الشارع التونسي، وتحاول الاقتراب من هواجس المواطن التونسي ونقل واقعه بكل أمانة.
كما لم تغفل سينما الشباب في هذا الملتقى انتظارات الجمهور الجمالية أيضا، فقدمت معظم هذه الأفلام رؤية جمالية مختلفة ومتنوعة لسينما تونسية حالمة بمستقبل أكثر إشراقا، رغم تحذيرات من البعض بمصير غامض لهذه السينما مع ما يرونه تناميا للتيار السلفي في البلاد.