بعد ربع قرن من العزلة ماركيز يزور مسقط رأسه

AFP/ Colombian Nobel Prize for Literature 1982 Gabriel Garcia Marquez (L) leans out of the window of the train upon arrival at his hometown Aracataca, Colombia 30 May, 2007. Garcia Marquez hadn't visited Aracataca in twenty years. AFP
ماركيز زار بلدته لبضع ساعات برفقة بزوجته وأفراد أسرته (الفرنسية)

زار الكاتب الكولومبي الفائز بجائزة نوبل غابريل غارسيا ماركيز مسقط رأسه ببلدة أراكاتكا بعد ربع قرن من الغياب تقريبا.

 
وانتقل ماركيز بالقطار من مدينة سانتامارتا على ساحل الكاريبي مع 300 شخص بينهم مطربون وأفراد أسرته, إضافة إلى وزير الثقافة الكولومبي, في خدمة قطار جديدة تأمل السلطات أن تنقل مئات من حجاج الأدب.
 
وتدفق أطفال أراكاتكا على القطار لملاقاة ماركيز وحمل آخرون لافتات ترحب بابن البلدة, ما اضطر 20 من قوات الأمن إلى التدخل للسماح للكاتب بالنزول.
 
أراكاتكا-ماكوندو
ويذكر أحد من رافقوا ماركيز قوله وهو ينظر إلى بلدته من القطار "انظروا إلى هذا.. يقولون إنني اخترعت ماكوندو, إنني اخترعت الواقعية السحرية".
 
وبعد أن طاف ماركيز بالبلدة على متن عربة يجرها حصان ومر على المكتبة الرئيسية والبيت الذي نشأ فيه, قفل ماركيز عائدا على متن القطار ذاته بعد زيارة استمرت ساعات احتفل فيها بعيد ميلاده الثمانين الذي يوافق شهر مارس/آذار الماضي.
 
الرحلة إلى أراكاتكا هي التي ألهمت ماركيز قبل نصف قرن تقريبا فكرة أن يصبح كاتبا, كما يذكر في سيرة حياته "أعيش لأحكي  الحكاية".
 
البيت المتحف
وقد تعهدت السلطات الكولومبية بتقديم نصف مليون دولار لترميم البيت الذي نشأ فيه ماركيز والذي تحول إلى متحف.
 
وأيد سكان مسقط رأس ماركيز العام الماضي بأغلبية ساحقة مقترحا لإطلاق اسم أراكاتكا-ماكوندو على البلدة, لكن ضعف المشاركة في الاستفتاء أبطل نتائجه.
 
وبقي ماركيز ككثير من مشاهير كولومبيا بعيدا عن الحرب التي تعرفها بلاده منذ أربعة عقود, وظل يعيش في مكسيكو سيتي ولا يزور موطنه إلا بضعة أسابيع كل سنة يمتنع فيها عادة عن اللقاءات الصحفية.
 
وكانت آخر زيارة لمسقط رأسه عام 1983, أي بعد عام تقريبا من فوزه بجائزة نوبل عن "مائة عام من العزلة" التي أسست لتيار الواقعية السحرية بأحداثها التي تدور في بلدة ماكوندو, بلدة خيالية ببيوت سقوفها من الزنك وجبل لا يبرح الثلج قمته تشبه كثيرا مسقط رأسه.
 
في "مائة عام من العزلة" يعاني سكان البلدة من موسم أمطار لا ينتهي وتفشي وباء مرض النوم, في حبكة تتحول فيها أكثر الأحداث تطرفا في الخيال إلى أحداث عادية يعيشها الناس كل يوم, وهو أسلوب حاول كثير من كتاب أميركا اللاتينية محاكاته ولم ينجح فيه إلا القليل.
المصدر : أسوشيتد برس