اليونانيون يحتفلون بالانتصار على الاحتلال الألماني

الجزيرة نت / الاعدامات ايام الاحتلال الالماني لليونان

الاحتلال الألماني لليونان شهد عمليات إعدام (الجزيرة نت) 

شادي الأيوبي- أثينا

تحتفل منظمات المحاربين القدامى اليونانية هذا الأسبوع بالذكرى الخامسة والستين لانطلاقة المقاومة اليونانية ضد الاحتلال الألماني بتفجير جسر معلق فوق نهر "غورغوبوتامو" في منطقة لاميا وسط اليونان من قبل مجموعة الثائر آريس فيليخيوتيس وغيرها من المجموعات المقاومة.

وكانت ألمانيا احتلت اليونان في أربعينيات القرن الماضي أثناء الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى اشتعال مقاومة عنيفة من قبل مجموعات ذاتية التسليح شنت عمليات عسكرية ضد الاحتلال تفاوتت حدتها بين منطقة وأخرى.

وكان الشيوعيون اليونانيون الخارجون للتو من حروبهم مع النظام الشمولي للجنرال يانيس ميتاكساس (1936-1941) أول من شكل مجموعات مقاومة في مختلفة مناطق اليونان، حيث كانت عمليات عسكرية عديدة تنطلق من مناطق وجودهم وسكنهم.

ولم تكن ردة فعل الجيش الألماني تقتصر على المسلحين، بل حدث أن انتقم أكثر من مرة من المواطنين العزل، وشهدت مناطق وقرى يونانية مجازر جماعية وإعدامات ميدانية عديدة، مثل منطقة كالافريتا الجبلية وسط اليونان التي خسرت قسما مهما من سكانها في انتقام جماعي.

وفي أثينا كانت مناطق وجود مجموعات المقاومة اليونانية صعبة الدخول على القوات الألمانية، حيث كانت بعض الضواحي مثل كسرياني -وسط أثينا- من المناطق شبه المحرمة الدخول على الألمان، الذين كانوا يتجنبون الدخول إليها ليلا وكانوا يستعملون المدرعات للتجول فيها. 

ولا تزال العديد من البلديات والمراكز الثقافية تعرض صورا ومقتنيات من تلك الحقبة، كما أن روابط المحاربين القدامى الكثيرة الذين شاركوا في المقاومة تقيم بشكل دوري معارض ومحاضرات حول مجريات أحداث المقاومة.

مقاتلون من كسرياني بأثينا (الجزيرة نت)
مقاتلون من كسرياني بأثينا (الجزيرة نت)

الحرية أو الموت
وفي مركز بلدية كسرياني أقام القسم الثقافي معرضا دائما عن تلك الحقبة وتأثيرها على المنطقة يضم أكثر من 300 صورة، إضافة إلى خرائط ووثائق لتلك الحقبة.

ويضم المعرض صورا لروابط المحاربين القدامى الذين اتخذوا تسميات مثل:
الحرس الوطني، التضامن الوطني، والطلائع الأولى. كما يضم صورا من تحرير كسرياني، وصورا من إعدامات ميدانية جرت فيها.

ويقول مسؤول العلاقات العامة في المركز الثقافي ك. فاسيليس في تصريحات للجزيرة نت إن تاريخ المقاومة في كسرياني بدأ مع دخول الألمان أثينا يوم 27 أبريل/نيسان 1941، حيث تحركت مجموعتان شيوعيتان كانتا تنشطان ضد حكم يانيس ميتاكساس، بقيادة أريس فيليخيوتيس وكوستاس ماكارونا ضد الألمان وبدأت تنفذ عمليات ضدهم.

وتابع أن أول عمل مقاوم بدأ في المنطقة كان عن طريق معلمة كتبت على حائط المدرسة الموجودة إلى اليوم عبارة "الحرية أو الموت"، وذلك في نفس يوم دخول الألمان إلى أثينا. وفي 15 مايو/أيار من نفس العام تشكلت أول مجموعة مقاومة من 12 مقاوما على رأسهم ثاناسيس كلاراس الذي كان عائدا للتو من الجبهة ضد قوات حكومة ميتاكساس.

"
الألمان انتقموا من السكان بطرق عدة منها الإفقار والتجويع، كما أنهم لجؤوا إلى الإعدامات العشوائية التي كانت تنفذ في نادي الرماية الموجود إلى اليوم

"

وتوالى تشكيل المجموعات المسلحة، التي عملت على جبهتين: الأولى ضرب العربات والجنود الألمان أثناء تجولهم في المنطقة، والثانية تأمين الحاجات الأساسية للمواطنين الذين عانوا من الفقر والجوع والمرض بشكل كبير. وفي وقت لاحق اتحدت بعض وحدات المقاومة اليونانية لتشكل مجموعات أكثر تنظيما وأفضل إعدادا.

وأضاف فاسيليس أن الألمان انتقموا من السكان بطرق عدة منها الإفقار والتجويع، كما أنهم لجؤوا إلى الإعدامات العشوائية التي كانت تنفذ في نادي الرماية الموجود إلى اليوم، وكانت تلك الإعدامات تتم بالتعاون مع عملاء الألمان المنتشرين بين الطبقات الشعبية وحتى بين بعض مجموعات المقاومة.

وقال إن الأحياء الشرقية لأثينا خاضت 47 معركة مع الألمان وعملائهم، وكان نصيب كسرياني الإحراق مرتين، إلى أن تحررت في آب/ أغسطس 1944، أي قبل شهرين من جلاء الألمان عن أثينا في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، لكن سكان كسرياني تابعوا مساعدة أهالي المناطق المجاورة في قتالهم ضد الألمان.

المصدر : الجزيرة