الشيخ مسكين.. مدينة يفترسها الأسد بدعم من الدب

A handout picture made available on 27 January 2016 by Syria's official Syrian Arab News Agency (SANA) shows damaged buildings in the Sheikh Meskin city northern rural Daraa, southern Syria, 26 January 2016. Syrian Army claims to have gained control over strategic towns in Dara'a in the ongoing armed conflict. EPA/SANA HANDOUT
مدينة الشيخ مسكين دمرت بسبب المعارك الطاحنة بين النظام وداعميه وبين المعارضة (الأوروبية)
الشيخ مسكين مدينة سورية إستراتيجية تقع في ريف درعا الشمالي، بلغ عدد سكانها عام 2011 نحو 45 ألف نسمة، ومع اندلاع الثورة شهدت حروب كر وفر بين قوات النظام السوري مدعومة من روسيا والمليشيات الشيعية وإيران وحزب الله وبين قوات المعارضة السورية.
 
الموقع
تقع مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي الغربي في عمق محافظة درعا وبالقرب من طريق دمشق درعا القديم، الأمر الذي جعلها همزة وصل مهمة بين مدن كبرى، منها نوى وإزرع والصنمين وداعل وبلدة إبطع، وتتوسط الشيخ مسكين سهل حوران، مما جعلها عقدة ربط بين ثلاث محافظات، هي السويداء وريف دمشق والقنيطرة.
 
الأهمية الإستراتيجية
موقع مدينة الشيخ مسكين أكسبها أهمية إستراتيجية بالنسبة لكل من المعارضة السورية والنظام المدعوم بمقاتلين أجانب، فهي منطلق مهم لكل طرف عسكري باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الطرف الآخر.
 
فالمعارضة المسلحة تعتبر مدينة الشيخ مسكين الخاصرة الرخوة لمدينة إزرع الإستراتيجية الواقعة على الطرف الشرقي من الطريق الدولي دمشق درعا، كما أنها تقع بالقرب من بلدة قرفا الواقعة على الطريق الدولي والتي لو سيطرت عليها المعارضة فستتمكن من قطع الطريق الدولي دمشق درعا، ليبدأ بعدها حصار فعلي على مدينة إزرع.
 
أما بالنسبة للنظام فتشكل المدينة السور المحيط بإزرع وقرفا وبالتالي منع المعارضة من الاقتراب منهما أو شن عمليات لمحاولة السيطرة عليهما، كما تعتبر بوابة للدخول إلى مدينة الصنمين من الجهة الشمالية عبر بلدتي سحيلية والدلي، وبالسيطرة عليها تمكن النظام من إغلاق هذه البوابة في وجه المعارضة السورية.

السكان
بلغ عدد سكان الشيخ مسكين -وفق مصادر محلية- قبل ثورة مارس/آذار 2011 نحو 45 ألف نسمة.

منذ بدايات الثورة صدح أبناء المدينة مطالبين بالحرية والكرامة إلا أنهم ووجهوا بقمع شديد من طرف قوات النظام التي اتخذت من المدينة مقرا دائما بالنظر إلى موقعها المهم، حيث تمدد اللواء 52 داخلها وعلى أطرافها.

بعد اندلاع الثورة تمكن الثوار من السيطرة على الحي الجنوبي من المدينة، وقد هجر كثير من الأهالي مدينتهم بعد أن فرض النظام سيطرته عليها بالقوة، فيما فضل بعضهم البقاء فيها حتى شنت المعارضة السورية هجوما كبيرا على قوات النظام في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 واستمرت المعارك حتى يناير/كانون الثاني 2015 أحكمت المعارضة بعدها سيطرتها على المدينة بالكامل.

وبقيت الشيخ مسكين تحت سيطرة المعارضة إلى أن شن النظام أواخر ديسمبر/كانون الأول 2015 هجوما عليها استمر 45 يوما بدعم من مئات المقاتلين الأجانب ودعم جوي روسي مكثف تمكن بعده من السيطرة على المدينة الإستراتيجية مجددا.

التاريخ
شهدت مدينة الشيخ مسكين في العهدين اليوناني والروماني ازدهارا كبيرا بسبب موقعها وما تتمتع به من مناخ جميل وأرض خصبة، فهي تقع على مجاري عدة وديان مهمة كوادي أبو اللبن الذي يقسمها إلى قسمين، ووادي الهرير، حيث ينتهي معظمها إلى السدود المقامة على أطرافها كسدي الشيخ مسكين الشمالي والجنوبي، مما أهلها في العهد الإسلامي لأن تكون من أكبر المراكز الإدارية بمنطقة سهل حوران.

وجعلها النظام السوري تتبع لمنطقة إزرع، فأصبحت ناحية تضم البلدات التي حولها.

الآثار
مدينة الشيخ مسكين -كغيرها من بلدات حوران- تتميز بوجود العديد من الآثار فيها، فالمدينة التي حملت عدة أسماء -بينها سمسكين وسامساكين وإسمكين- تعاقبت عليها حقب كثيرة وانتهى بها المطاف لتحمل اسم الشيخ مسكين.

ومن بين الآثار التي تضمها المدينة قناة فرعون وكنيسة قديمة وجسور رومانية يبلغ عددها أربعة، كما تضم الجامع العمري وسط البلدة، وجسورا عثمانية.

المصدر : الجزيرة