عين الفيجة.. شريان دمشق المائي المتوقف

عين الفيجة
منظر من بلدة عين الفيجة (مواقع التواصل الاجتماعي)

عين الفيجة بلدة بريف دمشق الشمالي الغربي، تضم أهم نبع يزود العاصمة السورية بمياه الشرب، وتتميز بمناخ معتدل ومؤهلات سياحية. قصفتها قوات النظام ومليشيات حزب الله فأصابت النبع وتسببت في عطش أحياء عديدة من دمشق.

الموقع
تقع بلدة عين الفيجة بمنطقة وادي بردى الجبلية بريف دمشق الشمالي الغربي، وتبعد عن العاصمة السورية نحو عشرين كيلومترا، وتعد مصدرا رئيسيا لمد العاصمة السورية بالمياه، ويحيطها جبل الهوّات من الشرق، وجبل القلعة من الشمال، وجبل القبلية من الجنوب، ويخترقها نهر بردى.

ووادي بردى منطقة سورية لها أهمية خاصة، إذ خرجت عن سيطرة النظام السوري منذ العام الثاني للثورة السورية، وتعرضت قراها لانتقام وحشي من قبل قوات النظام والمليشيات التابعة له.

وترتفع بلدة عين الفيجة عن سطح البحر نحو 890 مترا، وهي واحدة من ضمن سلسة بلدات تشكل منطقة وادي بردى، حيث كانت تعبرها سكة قطار ينطلق من دمشق إلى عين الفيجة ثم الزبداني وسرغايا إلى لبنان.

ويتدفق نبع الفيجة من سفح جبل القلعة، وتبلغ غزارته نحو ثلاثين مترا مكعبا في الثانية في فصل الربيع؛ وتتميز مياهه بالعذوبة والنقاء لأنها تخرج من بين الصخور الكلسية وبعيدة عن مصادر التلوث.

السكان
بلغ عدد سكان عين الفيجة نحو 19.584 نسمة وفق التعداد السكاني لعام 2004، ويقطنون بسفح الجبل، ويعمل أغلبهم في الفلاحة.

المناخ
يتميز مناخ البلدة بالاعتدال صيفا (بين 25 و31 درجة) والبرودة وتساقط الثلوج معظم فصل الشتاء، ويصل المعدل السنوي لتساقط الأمطار بها لأربعمئة ملليمتر.

التاريخ
وجدت في بلدة عين الفيجة آثار تؤكد أن الإنسان استقر بها منذ القدم، ومرت عليها حضارات مختلفة، ومن هذه الآثار معبد روماني قديم عند منبع الماء، قيل إنه تم تحويله في ما بعد لحصن عزتا، وما تزال بعض أجزائه شاهدة على تاريخ البلدة القديم.

وذكرت بعض المصادر أن أصل كلمة فيجة إغريقي تعني العين، وذكرت مصادر أخرى أن تسمية البلدة بهذا الاسم تعود لكون معنى الفيج أو الفيجة تعني المكان المنخفض المحصور بين عدة جبال.

وسعى الفرنسيون عام 1921 إلى توفير مياه شرب أحياء دمشق من نبع الفيجة عن طريق شركة فرنسية، لكن تم الاعتراض على المشروع مخافة تحكم الأجانب في هذا الأمر الحيوي.

وفي المقابل، قدم رئيس بلدة دمشق يومها مشروعا لجر المياه من نبع الفيجة موله الأثرياء السوريون، ونفذ المشروع وبات أهالي دمشق يشربون ماء عين الفيجة مجانا، ولاحقا باشتراك رمزي، إلى أن جاء نظام بشار الأسد وهدمت قواته ما بناه الأجداد لضمان استعادة السيطرة على المنطقة خلال الثورة السورية.

الاقتصاد
تعرف البلدة بكثرة الأشجار المثمرة، التي تنتج التين والزيتون والعنب والرمان والمشمش وغيرها.

واشتهرت عين الفيجة بكونها قبلة سياحية لوفرة وعذوبة مياهها واعتدال مناخها وجمال طبيعتها؛ ففيها متنزهات عديدة ومطاعم كثيرة، أغلبها على ضفاف نهر بردى وأطراف البلدة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إليها.

ضحية النظام
قصفت قوات النظام السوري ومليشيات حزب الله مطلع عام 2017 منطقة وادي بردى بحجة سيطرة المعارضة المسلحة على أغلب قراها، وأدت الهجمات بالبراميل المتفجرة إلى تدمير عدد من ينابيع المياه بالمنطقة، أبرزها نبع عين الفيجة، وقطع مياه الشرب عن معظم أحياء دمشق.

وكانت المعارضة سيطرت على المنطقة المذكورة، لكنها حافظت على المنشآت ذات العلاقة بينابيع المياه طيلة أربع سنوات، ولم تقطع تدفق المياه عن دمشق.

لكن قوات النظام السوري ومليشيات حزب الله خرقت اتفاق التهدئة بالمنطقة، والاتفاق الروسي التركي الخاص بوقف إطلاق النار بسوريا -الذي عقد في 29 ديسمبر/كانون الأول 2016- وهاجمت المنطقة للضغط على مقاتلي المعارضة لقبول توقيع اتفاق مصالحة يقضي بخروجهم من المنطقة، لكن سكانها رفضوا تهجيرهم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات