شعار قسم مدونات

فيروس كورونا.. سياسة التهويل وعقلية القطيع

blogs كورونا

غضب الله قد حل ونحن نعيش في آخر أيام الزمان حيث إن علامات قيام الساعة باتت واضحة جلية وأكثرها وضوحا إخلاء صحن الطواف في مكة المكرمة – يقول أحدهم، إخلاء صحن الطواف نزل كالصاعقة على عموم المسلمين فلم يعهد أحد رؤية صحن الطواف يتباهى بأرضيته البيضاء الرخامية خاليا بالكامل من الطائفين في العصر الحديث وكل هذا بسبب فيروس كورونا.

 

من وجهة نظر طب الصحة العامة إيقاف التجمعات البشرية هام للحد من انتشار الامراض الوبائية والمعدية وخاصة لمعرفتنا بزيارة مئات الآلاف يوميا للحرمين الشريفين على الرغم من عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا بمكة او المدينة وقد يقتضي الامر اخلاء الحرم بالكامل أيضا ولكن يبقى السؤال الأهم هل أن فيروس كورونا يستحق بالفعل هذا الخوف والذعر؟

 

فيروس كورونا بالأرقام!

شكل الإعلام صورة مرعبة عن فيروس كورونا بنقله المكثف لأخبار انتشار الفيروس بشكل غير معهود مسبقا هذا التهويل الإعلامي أعطى زخما للفيروس الأليف وهذا ماقل عنه الرئيس ترمب أخبار زائفة So much Fake news  في علم الصحة العامة نعتمد على الاحصائيات والحقائق في تقييم الأوبئة ومنها حقائق مدوية يتجاهلها الإعلام بقصد أم دون قصد الله أعلم

   undefined

  

من أهم تلك الحقائق

– أكثر من 50 بالمئة من حالات الإصابة بفيروس كورونا تعافت من المرض بشكل كامل.

– عدد الحالات النشطة المصابة بالفيروس اقل من عدد الحالات التي تشافت.

– أكثر من ٨٠ بالمئة من وفيات فيروس كورونا من كبار السن فوق ٦٠ سنة.

– ٧٥بالمئة من الوفيات عندهم أمراض مزمنة كأمراض القلب والسكري.

– فيروس الإنفلونزا الموسمية تسبب بوفاة أكثر من ٩٠ ألف شخص منذ بداية 2020.

  

هذه الأرقام ببساطة توضح أن فيروس كورونا قد يشكل خطرا على حياة الكبار بالسن الذين يعانون من أمراض مزمنة والذي يعرفون طبيا المرضى ذو المخاطر العالية high risk patients هؤلاء المرضى معرضون دوما لمخاطر صحية أكثر بكثير من غيرهم نتيجة لإصابتهم بمختلف الأمراض وليس فقط فيروس كورونا ولذلك نرى ان القارة العجوز أوروبا دقت ناقوس الخطر!

 

حقيقة فيروس كورونا

يشكل فيروس كورونا الجديد تحديا من عدة نواحي كونه فيروس جديد ظهر للوجود في ديسمبر 2019

-سريع العدوى والانتقال

-أعراض الإصابة الفيروس الأولية مشابهة جدا مع فيروس الإنفلونزا الموسمية

-عدم وجود دراسات كافية لكيفية انتقاله بشكل دقيق

-عدم وجود لقاح أو علاج معتمد إلى حد الآن

 

هذه التحديات أسهمت بشكل كبير بانتشار الفيروس وخاصة عندما نضع بالحسبان أن الفيروس يحتاج بمعدل ٥ أيام لكي يسبب ظهور الاعراض في الشخص المصاب كما ان كل شخص مصاب قد لا يظهر نفس الأعراض المتعارف عليها الصداع والعطاس والسعال وارتفاع درجات الحرارة بل أن بعض المصابين لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق فهل هذا يعطي الحق للعامة بالذعر والإعلام بالتهويل؟ 

    undefined

  

حقيقة وبناء على أرقام الوفيات والتي لا تتجاوز الـ 3 بالمئة من عدد الإصابات الإجمالي نجد أن فيروس كورونا أقل خطرا من كثير من الأمراض امراض القلب على سبيل المثال بل ويكاد يكون في ذيل قائمة الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة البشر وعليه فلا داعي لكل هذا الخوف والذعر فقط لنقم بإجراءات الحماية وسوف تتم السيطرة عليه لاحقا

 

ما سأتكلم عنه من إجراءات الحماية تتلخص كالآتي، غسل اليدين بشكل صحيح 20 ثانية على الأقل، ارتداء الكمامة في حالة الذهاب إلى الأماكن المزدحمة في الدول التي أعلنت حالات إصابة استخدام الطريقة الانجليزية في التحيات لا عناق ولا أحضان كل شيء عن بعد، غسل اليدين قبل وبعد لمس الأشياء وخاصة في الأماكن العامة مع الحذر من لمس العين أو الأنف أو الفم قبل غسل اليدين

 

لا تكن بوقاً سلبياً بنشر الإشاعات بدون التأكد من مصدر موثوق ما نراه الآن هو أن العالم يتحرك كقطيع صنعته ماكينات الإعلام تحت تأثير الخوف والهلع ولذلك نجد أرفف المواد الغذائية والمعقمات والمطهرات الطبية بدأت بالنفاذ في بعض الدول لأن الإنسان ينصاع للخوف أكثر من رغبته في الرجاء، كل هذا العويل والكم الهائل والسيل العارم من السلبية لا يستطيع الا ان يخبرك انه هناك بارقة أمل.

 

فقد أعلنت الصين عن وجود دواء لعلاج فيروس كورونا ودخل مرحلة التجارب المخبرية كما أعلنت عدة دول مثل أمريكا وبريطانيا عن تطوير لقاح للمرض وكلها قيد التجارب الآن كما أن الدراسة المبدئية أثبتت عن ضعف الفيروس في مواجهة الحرارة أكثر من ٢٧ درجة مئوية وهذا ما يجعل فصل الصيف هو العلاج الإلهي والكوني الأمثل لفيروس كورونا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.