عندما نتحدث عن كورة القدم فإننا نتحدث عن المتعة، عن المفاجآت الغير متوقعة، خصوصا مع الفروق الإنجليزية التي دوما تتميز بالدقية 90، ولا تنحسم أي مباراة مهما كانت إلا بعد أن يقوم الحكم بإنهاء المباراة، خصوصا إذا كانت مباريات مهمة وبين خصوم عنيدين، فالدور الإنجليزي يعتبر أقوى دور في العالم، وأجملهم، رغم أن الإنجليز يحتلون المرتبة الثاني مع إيطاليا في قائمة أكثر الدول المتوجة بدوري أبطال أوروبا، حيث تتربع على رأس القائمة؛ إسبانية.

 

لكن هذا الموسم كان الإنجليز هم من حرم الفريق الوحيد الذي كان يمثل إسبانية، بحيث استطاع الإنجليز هذا الموسم أن يقلبوا موازين كورة القدم بالريمونتادا التي كانت نكبة على برشلونة، قبل أن يأتي دور أياكس الهولندي، لكن قبل الدخول في مباراة أياكس وتوتنهام، لابد أن نرجع إلى الوراء للاستطلاع على كل فريق، وكذلك لنتذكر ثلاثية توتنهام مع أياكس.

 

يعتبر فريق أياكس أمستردام الهولندي من بين الأندية العريقة الذي حقق أكبر مفاجآت تشامبيونزليج بالموسم الحالي 2018/2019، حيث نجح في إقصاء ريال مدريد حامل لقب المسابقة فى المواسم الثلاث الماضية، ثم واصل مشواره نحو نصف النهائى بالإطاحة بفريق يوفنتوس الإيطالي بقيادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

 

الفريق الهولندي قد حصل على لقب دور أبطال أوروبا أربع مرات، بينما الفريق الإنجليزي توتنهام كان أقل حظا منه، بحيث لم يفز أبدا بهذا اللقب لكنه استطاعة أن يصل مرتين إلى نصف دور أبطال أوروبا المرة الأولى سنة 1962، والمرة الثانية هذه السنة، رغم أن وصوله هذا العام كان غير مستحقا إذا نظرنا إلى المباريات التي أجراها، لكنه استطاع أن يغير جميع الآراء السلبية-التي قيلت عنه في المباريات السابقة-في مباراته هذه مع أياكس. وليست هذه أول ثلاثية له، بل في سنة 1981/09/16 كانت أول مباراة تجمع بين الفريق الهولندي أياكس أمستردام والفريق الانجليزي؛ توتنهام، في بطولة كأس الكؤوس الأوربية، وانتهت المباراة بثلاثية لتوتنهام مقابل هدف وحيد لأياكس، وبعد هذه المباراة بأربعة عشر يوما كان للفريقين لقاء ثاني، واستطاع توتنهام هوتسبير أن يسجل ثلاثية نظيفة، ولم يلتقي الفريقين بعد ذلك حتى 2019/04/30 لكن هذه المرة على مائدة دور أبطال أوروبا.

 

اللقب الذي توج به أياكس أربع مرات، بينما توتنهام لم يظفر به ولو مرة واحدة كما قلنا سابقا، وقد انتهت هذه المباراة بهدف وحيد لأياكس بدون مقابل، قبل أن يتجدد اللقاء من جديد يوم أمس، لكن لقاء أمس كان مختلفا عن اللقاء السابق، وكذلك عن لقاء 81، فعند انتهاء الشوط الأول كان أياكس متقدما بهدفين؛ الأول في الدقيقة الخامسة للاعب" ماتيس دي ليغت، والثاني؛ في الدقيقة الخامسة والثلاثين، للاعب حكيم زيياش، فعند انتهاء الشوط الأول كان الكل قد حسم الموقف، سواء من جماهير أو حتى من لاعبين، لكن في الدقيقة الـ55، كان للبرازيلي: لوكاس مورا، كلام آخر؛ بحيث سجل أول هدف لتوتنهام ليخلق بذلك الرعب في فريق الخصم ويزيد من وتيرة المباراة، خصوصا إذا كان الفريق العائد في المباراة فريقا إنجليزيا الذين لا يجعلون المباراة تستقر على نتيجة معية قبل انتهائها مهما كانت الدقائق المتبقية، وبالفعل سيعود اللعب نفسه في الدقيق الـ59، ليسجل هدفه الثاني ويزيد من صعوبة المباراة على أياكس، وتستمر المباراة على هذه الشاكلة حتى الدقيقة 96.

 

في الوقت بدل الضائع بينما لاعبوا أياكس ينتظرون صافرة الحكم، فإذا بهم يتلقون هدفا ثالثا من اللاعب نفسه، ليرسم بذلك ريمونتادا إنجليزية بأقدامه البرازيلية، ويحرم بتلك الضرب القاتلة في آخر دقيقة من المباراة فريق أياكس أمستردام من العبور إلى نهائي دور أبطال أوروبا، ويكون توتنهام هوتسبير أول صعود له لنهائي دور أبطال أوروبا الذي لم يظفر به قط. لكن سننتظر النهائي الذي سيكون بين فريقين تأهلا إلى النهائي عن طريق ريمونتادا، فهل سيكون في النهائي ريمونتادا؟ لنترك الجواب إلى الفريقين معا.