شعار قسم مدونات

نصائح لمواجهة التحديات في الغربة

blogs تأمل

عندما يبدأ المغتربون حياة جديدة في البلاد التي انتقلوا إليها، فإنهم يواجهون تحديات تتعلق بطرق تكيفهم مع العيش في تلك البلاد، لذا ليس من السهل الانتقال للعيش في مكان آخر لضرورات العمل ولكن بالرغم من هذه الصعوبات نجد أعداداً متزايدة تفكر في فرص العمل خارج بلدانها، ويصل الكثير منهم وهم يجرّون خلفهم عائلات بأكملها.. إن التعوّد على أمور روتينية جديدة يستغرق وقتاً أطول للتكيف مع تلك البيئات الجديدة، ربما تحتاج إلى التخطيط لمدة ستة أشهر على الأقل قبل الانتقال للعيش في الغربة. ومن المهم قبل المغادرة أن تتقبل فكرة الانتقال نفسها، لأن ذلك سيساعد على الاستقرار بشكل أسرع في المكان الجديد. يوصي الخبراء أن يبدأ المغتربون في حضور دورات تعلم لغة الدولة التي سينتقلون إليها قبل ستة أشهر على الأقل من وصولهم إلى ذلك البلد الجديد

نصائح لكل فتاة في بلد الاغتراب
كوني مبادِرة: تعلمي دومًا أن تمتلكي زمام المبادَرة. حاولي إقامة صداقات جديدة، واعلمي أن تكوين صداقات جديدة أمر يستغرق وقتًا وجهدًا. وفي حين أن معظمنا يمتلك صداقات نشأ معها منذ الطفولة، فإنه من الجميل أن يكون المرء صداقات أخرى جديدة، والاستقرار في بلد جديد هو الوقت المناسب لذلك.
استخدمي الإنترنت: كثيرًا ما تجدي مواعيد لبعض الفعاليات وعناوين بعض الأماكن المميزة عبر الإنترنت.
استفيدي من تجارب الآخرين: أصبح العالم الآن قرية صغيرة، فعبر كثير من التدوين الذي يشاركنا به أصحابه خبراتهم وتجاربهم في مدوناتهم الخاصة، يمكنك معرفة الكثير عن الدولة التي ستقيمين فيها وعن كيفية تعامل المغتربين فيها مع الغربة. وستجدين فائدة عظيمة في ذلك، ويمكنك أن تخبري الآخرين عن تجربتك لتحصلي على معلومات ممن مروا بالتجربة نفسها.

في حال دخلت في نوبة قوية من الحنين، دعيها تجرفك ولا تقاومي مشاعرك هذه فهي طبيعية، ابكي وتذكّري كل ما تحنين له، اقضِ يومك في الفراش

العثور على مركز للمغتربين: إذا كان ذلك متوفرًا، إذ تعمل بعض الدول على إنشاء مراكز للقادمين الجدد. يعمل المركز على الترحيب بهم وعلى توجيهيهم لكيفية التعامل مع المجتمع والاختلافات الموجودة ومساعدتهم على التأقلم في البلد الجديد. وإيجاد أناس يشاركونك اهتمامك الطريق الأول نحو الانسجام في محيط جديد، ولذلك عليك أن تكوني شجاعة ومقدامة، فلا تشعري بالخجل والتردّد بل بادري إلى زيارة الجارة حتى لو كانت من مجتمع مختلف، تقبّلي محيطك واختلافه عنك، وكوني متعاونة كي يتقبّلونك بالمقابل، هكذا تملئين الوقت بأمور مسلّية ومفيدة، وتقلّلين من التفكير بالوطن والحنين إلى الأهل والأقارب.

توسيع الأفق أمرٌ ضروري دائماً، وهو مطلوب في حال كنت في الغربة، عليكِ أن تندفعي نحو نشاطات جديدة لم تتجرّئي عليها من قبل، زوري الحدائق العامة مثلاً أو المناطق الريفية في عطل الأسبوع، ابحثي عن وسائل التسلية واذهبي برفقة زوجك وأولادك أو اشتركي في رحلات منظّمة عبر شركات متخصّصة، وهكذا تتعرفين على أناس من أهل البلد ويمكن أن تصادفي عرباً من جنسيات مختلفة. في حال دخلت في نوبة قوية من الحنين، دعيها تجرفك ولا تقاومي مشاعرك هذه فهي طبيعية، ابكي وتذكّري كل ما تحنين له، اقضِ يومك في الفراش، على أن تستيقظي في اليوم التالي وتحصلي على حمّام دافئ وتنطلقي في رحلة إلى مكان جميل، إذ يجب أن تتغلّبي على حزنك لأنّ الحياة تتطلّب منك أن تكوني قوية، واستفيدي إلى أقصى حد من وسائل التواصل الاجتماعية التي باتت تتيح لكِ رؤية من تحبين عبر شاشاتها في أيّ وقت تختارينه.

من ناحية أخرى، ينفع تذكر السيئات التي كانت تزعجك في بلدك، كي تقدّري ما أنت فيه اليوم، فالحياة لم تكن وردية أو على الأقل كان ينقصها أمور معينة، وهذه الأمور هي التي حملتك بعيداً، وتذكرها سيساعدك لتقدّري واقعك وتتحمّلي صعوباته. تعتبر هجرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي أهم هجرة في التاريخ الإسلامي، والتي أحدثت فرقاً كبيراً في تاريخ الدولة الإسلامية، وهذ إن دلّ على شيء فيدلّ على أن الهجرة قد تكون في بعض الأحيان بداية موفقة للكثير من الخطوات التي لا يمكن أن تمضي إلا بالهجرة والتغيير، ومن الأمثلة على الهجرة أيضاً هجرة صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- و-رضوان الله عليهم أجمعين- إلى الحبشة، وذلك هرباً من مكر كفار قريش، لذلك فإن الهجرة لا تكون سلبية دائماً، وإنما لها إيجابيات كثيرة، بشرط أن لا ينسلخ الإنسان عن دينه وهويته ووطنه بشكل كامل، وأن يفكر في العودة إذا حقق ما يريده من الهجرة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.