شعار قسم مدونات

"الفريلانس".. طوق النجاة للشباب في غزة

مدونات - رجل لابتوب يكتب

مع التطور السريع الذي يشهده العالم ومع التغيرات الحاصلة في المجتمعات وطريقة تفكيرها بشأن العمل ومع ما يشهده الشباب مع مرور السنين من تراجع لفرص العمل بشكلٍ كبير مقارنةً مع عدد الخريجين الهائل في فلسطين عامةً وفي قطاع غزة خاصةً، فإن الشباب حديثي التخرج وأنا أحدهم قد بدأوا بالفعل بالتوجه نحو العمل الحر (Freelance) بسبب عدم توفر فرص عمل توفر لهم حياة كريمة مقابل ما بذلوه من جهد خلال حياتهم الجامعية آملين أن يحصلوا على وظيفة تُلبي رغبتهم في قطاع غزة المحاصر منذ اثني عشر عامًا.

  
يعاني الشباب الخريجين في قطاع غزة في وقتنا الحاضر من عدم توفر فرص العمل ولذلك اتجهوا للانضمام لحاضنات الأعمال لإنشاء شركات خاصة بهم، وهذا على صعيد من يفكرون بإنشاء شركة خاصة بهم، أما على صعيد الأفراد الذين يفكرون بالعمل لوحدهم، فبعضهم لم يلجأ لمثل تلك الحاضنات وإنما بدأوا بالعمل مباشرة على الإنترنت من خلال التسويق لما يقدمونه من خدمات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال عرض خدماتهم كالترجمة والتصميم الجرافيكي وهم أكثر المجالات من حيث توفر الوظائف لهم على الإنترنت. وكذلك الأمر، يتجه الشباب نحو التسجيل في مواقع العمل الحر مثل Upwork وTranslators Café وFreelancer وUreed وغيرها الكثير الكثير من المواقع التي تتيح للأفراد ولأصحاب العمل التسجيل عليها.

  

لا تستغرب من وجود مُحتالين على الإنترنت هدفهم سرقتك بكل سهولة عن طريق أن تؤدي لهم وظيفة معينة دون إعطائك أُجرتك للأسف الشديد

ولكن بموجب تجربتي الشخصية، فإن هذه المواقع غير مُجدية بالشكل المطلوب من ناحية عدم ضمان عمل مستمر إلى جانب العمولة الكبيرة التي تفرضها بعض المواقع عند حصولك على وظيفة عن طريقها وأيضًا وجود عدد كبير جدًا من المُستقلين (Freelancers) عليها من حول العالم. وبالتالي في ظل هذا الوضع، ما يتوجب على الشباب اللجوء إليه هو التسويق لأنفسهم من خلال البحث عن شركات مُتخصصة في مجالهم ومن ثم التواصل معهم بطريقةٍ رسمية يُعرف فيها الشباب عن أنفسهم ويوضحون ما يستطيعون القيام به. وهذه الطريقة الأكثر اتباعًا في الوقت الحالي. ومع ذلك، لا يوجد شيء إلا وله عيوب أو دعني أسمها بالصعوبات التي تواجه الشباب بعد الحصول على العمل عبر الإنترنت. إحدى هذه الصعوبات هي طريقة تحويل الأموال حيث أنه يوجد بعض محلات الصرافة التي تفرض عمولة كبيرة تقتطعها من المبلغ الذي حولته. وتزيد هذه العمولة بزيادة المبلغ المُحول خاصةً إذا كان لديك حساب باي بال (PayPal) وتريد تحويل أموالك منه لحساب باي بال (PayPal) آخر يتبع لمحل الصرافة الذي ذهبت إليه.

  

ولكن أنصحك بالذهاب للبنك وفتح حساب توفير وهذا الحساب يوفر لك بطاقة الكاش كارد، ومن ثم عليك بربط هذه البطاقة بحسابك في الباي بال وفي النهاية لن تخسر سوى 5 دولارات عند تحويل المبلغ المراد إلى البطاقة. أما عن سحب المال من الصراف الآلي، فإنك بكل بساطة ستسحب مالك دون أي عمولة – أي أن السحب مجانًا. ولكن من عيوب هذه البطاقة أنها تفرض حدًا أعلى للسحب خلال الشهر واليوم، فالحد الأعلى المسموح لك بالسحب خلال الشهر هو 2000 دولار أما خلال اليوم 1000 دولار لا أكثر. وباعتقادي الشخصي هذه الطريقة هي الأوفر حتى الآن مقارنةً مع أي طريقة أخرى.

   undefined

 

ومن العيوب الأخرى التي يجب على الشباب الانتباه إليها جيدًا والحذر منها هو وجود كثير من السارقين والمُحتالين الذين يقوم عملهم على أساس إعلان وظيفة، فيلجأ بسرعة آلاف الشباب ليقدموا لهم عروض حتى يقبلوهم مُتغاضين عن شيء مهم وأساسي يتوجب عليهم القيام به قبل التواصل مع أي شخص وهذا الشيء هو البحث عن صاحب العمل والتأكد من هويته سواء كان فردًا أو شركة من حيث معرفة مكان سكنه ورقم هاتفه وبريده الإلكتروني بالإضافة إلى السؤال عنه في مجموعات العمل الحر على الفيس بوك وأيضًا بوضع بالبحث عن اسمه في محرك بحث جوجل (Google Search Engine). لذا، نعم، لا تستغرب من وجود مُحتالين على الإنترنت هدفهم سرقتك بكل سهولة عن طريق أن تؤدي لهم وظيفة معينة دون إعطائك أُجرتك للأسف الشديد. وقبل أن أنسى، أُحب أن أذكِّرك بأن مجال العمل عبر الإنترنت يتطلب منك أن تكون طويل البال كما يُقال وأن تكون صبورًا قدر المستطاع، فكم من نتائجٍ مُبهرة ظهرت بعد صبرٍ طويل!

  
والآن بعد أن قرأت هذا المقال، ماذا تنتظر؟ بادر من الآن بالبحث عن العمل المناسب لك على الإنترنت. فكل دقيقة يا صديقي تُضيعها دون البحث والسعي تُؤخرك عن تحقيق هدفك وطموحك دقيقة أخرى ولك أن تتصور الأمر وتحسبه جيدًا!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.