شعار قسم مدونات

شفيق والمينيونز!

blogs المنيونز

كان الظهور الأول للمينيونز؛ تلك المخلوقات الصفراء الصغيرة المرحة، في فيلم الرسوم المتحركة "!Despicable me" أو "يا لحقارتي!" وكانوا يعملون بهمة وإخلاص في خدمة مجرم شهير يتمتع بقسط وافر من الخسة والانحطاط (وللمفارقة كان ذلك المجرم شديد الشبه بعزمي مجاهد، حتى لكأن صانعي الفيلم استحضروا صورته وهم يرسمون تلك الشخصية!).

 

رغم تفاهة الفيلم، حقق نجاحا تجاريا لافتا أغرى الشركة المنتجة بإصدار جزء مكمل (أكثر تفاهة!) يحكي قصة هؤلاء المينيونز منذ بدء الحياة على الأرض وغرامهم بخدمة كل من هو حقير ودنيء على مر العصور، وكيف أنهم كانوا دائما وبالا على سيدهم وسببا في هلاكه. فتراهم يتنقلون من خدمة ديناصور مفترس بعد أن أسقطوه في بركان ثائر إلى خدمة رجل الكهف قبل أن يسلموه إلى دب ضخم ليفترسه. ومن كنف فرعون ظالم هدموا هرما كان يشيده فوق رأسه إلى قادة مستبدين تسببوا في فنائهم جميعا.. وهكذا هم دائما يتبعون سيدا حقيرا إلى أن يجدوا من هو أحقر منه ليتبعوه.

 

خدام الأوغاد وعبيد الأنذال المتغلبين في كل العصور شأنهم شأن "المينيونز" لا يستطيعون الحياة دون سيد حقير!

قفزت إلى ذهني حكاية المينيونز قبل أسابيع حين رأيت الفريق أحمد شفيق وقد تلبسته روح عنترة بن شداد وأعلن من الإمارات، بنبرة ملؤها التحدي وقسمات يعلوها التعطش للنزال، عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية!

 

تساءلت يومها.. إلام يركن الرجل في مغامرته الجريئة وهو يعلم يقينا أن الوضع السياسي وموازين القوى في 2017 ما عادت كما كانت في 2012؟! هل يتوهم أن ينافس السيسي وفق قواعد النزال التي سبق وجربها مع مرسي وأبي الفتوح وعمرو موسى في السابق؟! أم تراه يراهن على أصدقائه من الجنرالات وأركان الدولة العميقة وجوقة الإعلاميين الكذبة وكبار رجال الأعمال أن يقفوا خلفه كما فعلوا قبل خمس سنوات؟

 

جاء الجواب سريعا مع حلقات التوك شو في الليلة التالية! من كان يظنهم عدته وجنده، الذين لم يتوقفوا كثيرا عند زلزال سقوط سيدهم مبارك فتحولوا إلى خدمة طنطاوي ثم أيدوه هو حين كان مرشح الثورة المضادة، أووا إلى كنف سيد جديد أحقر وأنذل من كل من سبقوه، وجميعهم سلقوا شفيقا بألسنة حداد وضنوا عليه بمقتضيات ما كان بينهم من سابق ود ومصلحة!

 

خلع شفيق في مهانة إهاب الأسد وقنع بفراء الأرنب بعد أن تبين ما كان واضحا منذ البداية وأعمته الحماسة وشدة الأمل عن قراءته: خدام الأوغاد وعبيد الأنذال المتغلبين في كل العصور شأنهم شأن "المينيونز" لا يستطيعون الحياة دون سيد حقير!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.