شعار قسم مدونات

يا أيها المؤمن المدثر قم فشمر

blogs- القرآن

تَرى المَوتَ يَخطفُ مِن الشيبِ والشبابِ مِن حَولِك أضعافًا وَيُبقيكَ، فَلا تُحرِك ساكِنًا.. أ فنسيتَ وتَلهيتَ وَهيئتَ مِن الوَهنٍ أعذَارًا أمّ قَسىَ قلبُك وأَجلّت حَتى نُسيت؟ أغرّك ستره الجميل عليك؟ أتراه يمُهلك ولا يهملك ألهاكَ سترُه ونسَّاك إمهالُه وظنَنتَ أنكَ على خيرٍ لرحمته بكَ.. وغفلتَ عن "إنَّ الله يُمهِل ولا يُهمِل" يَكْتَفِي جُلُّنَا بِدُعَاءِ " اللهُمْ حُسن الخَاتِمة " لا خَاتِمَةً حَسَنة لعيشٍ يملأهُ العَبَث.. لا خَاتِمةً حَسنة تَأتي بدعاءٍ دونَ زاد.


هي حقيقةٌ عَسانًا نُدركُها.. عسانَا، 
فيَا أيُّهَا المُؤمِنُ المُدَّثِّر قُمْ فَشَمِّرْ و انهَضْ فَغَيرْ و اعملْ فَعَمرْ و اخشَعْ فَتُخْلِصْ وجِدْ لِتَفُزْ.. يَا أيُّهَا المُؤمِنُ المُدَّثِّر قُمْ ودَعْ عَنكَ الرُقَاد وانْفُضْ مِن عَلَيكَ الغُبَار.. قُمْ وافزَع عَلَي حَالِكَ واخْشَعْ.. تَوجَّل وعَنْ المَعَاصِي ارْجِعْ.. مِنْ قَبلِ أنْ تَأتِيكَ المنيَّة فتفزَع، وحِينهَا.. لا رادَّ لقضائِه!


فليكُن كُلٌ مِنّا كَما تُملي عليهِ فطرتهِ لا أكثَر، سَوفَ تُدلهُ على الحقِّ شرطَ ألّا تُسوِف وألا تؤخر، شَرط قبل أن يُقال لكَ "هيا للعرضِ" سَوفَ تَهديهِ إلى اللهِ دونَ أي جُهد، كُن كما أنتَ، ستهديكَ فطرتُك إلى الصراطَ الذي أدعيتَ صعوبته.

قُم وَقَاومْ نَفْسَكَ، فَمَا الزَائِلَة إلا عَثَرَات وتَخَبُطَات عَليك أنْ تَتَخَطَّاهَا حَتَي تَصِل لِسَرمَدِية مُنَعَمَة، ولِتَعلَم أنهُ مِن رحمةِ الله بِعِبَاده أنْ أصَابنَا بِالضرّ لنقترِب وَإلّا وَالله لأخذتنَا السكينةُ إلى التيهِ مِن أمرِنَا وَلضللنَا الطُرقَ ظنًّا أننَا على الهُدى.. فلَولا الشَهواتِ لَمَا كَانت الجنّة.. فَاصبِر عَلى أرذلِهَا تَعلو بِها وَتَرتقي إلي الله.


ولا تَنْتَظِر العَون مِنْ أَحَدٍ فَلا أحَد يَعْرِفُ حَجمَ مَعركَتك.. ولا أَحَد يُدرِكُ شَكلَ أعبَائِك وعُمقَ آمَالِك ومَا يَدور برَأسِك ومَا يَنتَصِفُ حَنجَرتك.. ومَا يقسمُ روْحك، لا أحَد يَعرِفُكَ كَمَا يَنبَغِي إلا الله.. فَلا تَركنُ إلّا إليه فَهُو الأوحَد الذي يقدّرُ آلامَك.. وهو القادرُ على نَسفِ كل ذلك.


الكَثِير مِنَا انهَكَه السُؤال عَمَّا يَفعَل لِتَرمِيم القَلب مِن جَدِيد؟ 
أنتَ أخبَرُ القَومِ بِك فكَفاك.. فعلي الله ترميمه فقط عُد، لِيعُد كُلٌ مِنّا إِلى فِطرتهِ.. لِيعُد إلى عُذريتهِ التِي لَم تُدنسُها فلسفاتُ المَنطق، ومُراوغات العَقل، لِيعُد كُل مِنّا إلى قَلبهِ فِي ساعةِ خَلوة، وَلِيسأل ما بَقى مِن نورِ قلبهِ مُستمسكًا، وسَوف يَدله على كُل شيء.


فَقد أودَع اللهُ فِي قُلوبِنا تِلكَ البُوصلة التِي لَا تُخطئ أبدًا، لَن تَستطِع أَن تخلِق حِينُها أعذارًا، فتِلكَ البُوصلة لا تَقبل التَبديلُ ولا التَشويه وإنّ تشّوه كُل شيء، فهي مِحورُ الوجودِ ولُبه مَدارُك. 
لَقد جعلهَا اللهُ نازعةً إليهِ، تَطلبُك دومًا، فكفاكَ اغترابًا عنك.


فليكُن كُلٌ مِنّا كَما تُملي عليهِ فطرتهِ لا أكثَر، سَوفَ تُدلهُ على الحقِّ شرطَ ألّا تُسوِف وألا تؤخر، شَرط قبل أن يُقال لكَ "هيا للعرضِ" 
سَوفَ تَهديهِ إلى اللهِ دونَ أي جُهد، كُن كما أنتَ، ستهديكَ فطرتُك إلى الصراطَ الذي أدعيتَ صعوبته. وَليكُن كُلٌ مِنّا كَما تُملي عليهِ فِطرتهُ لَا أَكثَر، فَإنّ الهُدى والفَلاح نِعمٌ لَا تُؤتَى مُتصنعًا ولَا مُدّعي!.


" فَأقِم وَجهَك للدِينِ حَنيفًا فِطَرتَ اللهِ التِي فَطر الناسَ عليهَا لَا تَبديلَ لِخلقِ الله "

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.