شعار قسم مدونات

شيخ الأزهر أم شيخ الحكومة؟

blogs- الأزهر

منذ فترة قليلة تم تطبيق حالة الطوارئ بمصر وتم ذلك بعد الأحداث التي شهدتها البلاد من تفجير الكنائس وعدم الاستقرار الأمني، خاصة في سينا، وهو أمر مبرر ومقبول نتيجة للفشل الأمني، فقد كان إجراء لا بد منه. ولكن الغريب والذي ليس له إجابة أن نتائج هذا الإجراء ليست إلا من أجل الصمت وقطع لسان من يريد الكلام أو التعبير عن الرأي في ظل سكوت وغياب منظمات حقوق الإنسان، ولكننا نعود مرة أخرى لنقول هذه مرحلة صعبة ولا بد من التضحيات.

 

ما سبب الزج بالأزهر الشريف في هذه الغوغاء؟
ببساطة الأزهر هو المؤسسة الإسلامية الكبرى في هذا العالم ودورها في خدمة الدين الإسلامي ليس بهين بل عظيم جداً ومن المنصف أن يكون شيخ الأزهر وهو على رأس هذه المؤسسة، أن يكون مستقل لا تتحكم أو تحركه أهواء حكومة أو دولة واحدة، إنما هو لكل مسلمي العالم جميعاً.
 

لماذا ارتفعت الأصوات ضد الأزهر في هذا الوقت بالذات؟ وما الذي تحاول الحكومة كسبه من هذا؟ هل هو إرضاء للمجتمع الدولي أم أصحاب الديانات الأخرى؟

ما نراه الآن من مشروع "تعديل قانون الأزهر الشريف" ما هو إلا من أجل جعل الأزهر الشريف لعبة في يد الحكومة التي هي بذاتها ليست إسلامية بشكل كامل، إنما يتقلد مناصبها من وزراء ومسؤولين وأعضاء مجلس الشعب من هم ذو آراء واتجاهات متنوعة وبعضها ليس إسلامي على الإطلاق.
 

إن الأزهر الشريف طالما كان حائط الصد والردع للدفاع عن الإسلام والأهم من ذلك هو نشر الإسلام في العالم، هم رجال الدعوة إلى دين الله مع غيرهم من المؤسسات والعلماء في العالم ولكن هم الأكبر والأكثر انتشاراً، فماذا إذا انحصر دورها أو تكمم صوتها في إطار قانوني بحت ودستوري مدسوس على لسان نص مشروع تعديل قانون الأزهر الشريف؟ جاء الأمر التالي "شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر لجميع رجال الدين الإسلامي وحملة القرآن الكريم سواء أكانوا منتمين إلى الأزهر أم غير منتمين إليه. "
 

إن اعتراف النص أن شيخ الأزهر الشريف هو شيخ لكل مسلمي العالم، أمر يطرح تساؤلا كبيرا وهو أنه كيف لشيخ أمة المليار ونصف المليار بل أكثر، أن تتحكم به حكومة واحدة أو أن يكون متحكم به من الأساس. فرغم كل المبررات التي قيلت من أجل حكم قبضة الحكومة على الأزهر الشريف، إنما هي مجرد ادعاءات قد تناولها أعداء الأزهر الشريف وهو أمر طبيعي ومفهوم بالنسبة لمكانته الكبيرة في العالم.

غير الطبيعي بل ما يجعلنا نذهل ونقف نفكر في صمت لماذا ارتفعت الأصوات ضد الأزهر في هذا الوقت بالذات؟ وما الذي تحاول الحكومة كسبه من هذا؟ هل هو إرضاء للمجتمع الدولي أم أصحاب الديانات الأخرى؟ فالأمر معقد إلى الآن، إلى أي اتجاه تسير هذه الحكومة؟ هل هو نحو الرخاء والتقدم ام إلى الهاوية التي إن سقطت فيها لن تقوم بعدها مرة أخرى! 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.