بطبيعة الحال سادة العالم الإسلامي الجدد بعد العباسيين (السلاجقة، الأيوبيين، المماليك، العثمانيين .. إلخ) أهملوا العرب فتأخروا عن بقية الأمم في كل المجالات سواء دنيوية أو دينية، حتى كاد الزمان يعود إلى الجاهلية، ويكفي أن تعلم أن محمد بن عبدالوهاب كان يدعو الناس في شبه الجزيرة العربية (مسقط رأس الإسلام) إلى التوحيد ونبذ الشرك لتدرك وضع العرب الديني مثلاً في تلك المرحلة!
تخيل لو أن آخر دولة خلافة إسلامية كانت عربية وشاركت في الحرب العالمية الأولى، كيف سيكون حال العرب اليوم؟ حتى لو هزمت وسقطت. |
يمكنك تصفح الكتب العربية التي أرشفت هذه الفترة أو كتب الرحالة الأجانب الذين مروا بالمنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ولست أبالغ إذا قلت أنك ستقرأ قصصاً ووقائع لا تختلف كثيراً عن "داحس والغبراء" و"البسوس" وغيرها من أيام العرب في الجاهلية الأولى.
لم تقم للعرب قائمة قبل الإسلام، حتى الدويلات التي قامت على أطراف جزيرة العرب كانت تابعة بشكل "مخجل" للفرس والروم، وأما بقية العرب داخل الجزيرة العربية فحدث ولا حرج، تخلف وجهل وضلال في جميع نواحي الحياة. وبعد الإسلام استطاع العرب أن يخلفوا الأسكندر الأكبر وقيصر روما كحكام جدد للعالم ولكنهم ولأسباب مختلفة تنازلوا عن هذه الزعامة أو انتزعت منهم لصالح شعوب إسلامية أخرى ما زالت إلى اليوم تتقدم عنا حتى بعد مرور أكثر من 100 عام على انتهاء عصر الخلافة.
فتخيل لو أن آخر دولة خلافة إسلامية كانت عربية وشاركت في الحرب العالمية الأولى، كيف سيكون حال العرب اليوم؟ حتى لو هزمت وسقطت، فمجرد أنها شاركت في حرب كبرى كهذه فهذا يعني أنها كانت دولة عظمى قبل 100 سنة فقط، وبالتالي عملية النهوض من جديد أسهل، وطريق العودة إلى سابق العهد أقصر.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.