بالقراءة المتأنية والنافذة المغترفة من معين كل العلوم والمعارف، وانطلاقا من الدين ومع الدين، وصولا إلى الدين والدنيا. فإذا حققنا ذواتنا، انطلاقا من ذواتنا حققنا ذات الأمة الجامعة |
لا بد أن يكون هذا المشروع بقرار سياسي تتبناه الأمة جمعاء من مشرقها إلى مغربها بتوافق تام. وهو أمر قد يصعب إحقاقه في زمننا هذا الذي ذهبت فيه ريح الأمة فوهنت بعد أن تنازعت أمرها، فراحت كل فرقة منها تنعت الأخرى بالعمالة والخيانة والتآمر، بل حتى بالإرهاب، فتلجأ إلى قطع صلة الرحم والتضييق على أختها، لكن قد يسهل هذا المشروع بشقيه إذا ما شرعنا نحن كأفراد في إحقاقه انطلاقا من ذواتنا.
فلا يحسن بنا أن نكتفي بالآهات والنقد لهذه الأوضاع، بعد أن فرقت السياسات ونبقى مكتوفي الأيدي لا نحرك ساكنا، نلعن الزمان والأوطان والقادة، وما الزمان إلا أيام نحن نصعنها، وما الأوطان إلا أراض نحن نعمرها، وما القادة إلا أناس نحن نرضاهم لنا قادة، فنحن الزمان، ونحن الوطن، ونحن القادة.
بالقراءة المتأنية والنافذة المغترفة من معين كل العلوم والمعارف، وانطلاقا من الدين ومع الدين، وصولا إلى الدين والدنيا. فإذا حققنا ذواتنا، انطلاقا من ذواتنا حققنا ذات الأمة الجامعة الموحدة فكريا وروحيا، وإن تفرقت جغرافيا أو سياسيا على شكل دويلات مستقلة بذاتها.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.