شعار قسم مدونات

بحث عن لايك مميز.. قراءة في مؤشر اللايكات

blogs - facebook
إن كنت مغردا على الفضاء الإلكتروني أو من هواة البوست والخواطر المدمجة، فإن أكثر ما تهتم به عادة بعد إرسال كلماتك متابعة مؤشرات التفاعل (لايك، كومينت، شير).. وبرغم التحديثات المضافة هنا وهناك لإضفاء مزيد من المشاعر الإنسانية لفضاء افتراضي يمتاز بالجفاء والآلية- إلا أن "اللايك" يظل سيدا للغة التفاعل وأدوات التعبير الجديدة.

ضغطة واحدة على زر الإعجاب تكفي للتعبير عن اطلاعنا على البوست أو مرورنا عليه، وتقديرنا للكاتب وتحفيزنا له.. كما ترسل رسالة إلى الموقع تحمل إعجابنا بأداة "أعجبني" نفسها.
بطبيعة الحال تختلف قيمة كل لايك عن الآخر حسب وقته وصاحبه وترتيبه أو حسمه للتسابق بين البوستات.. فهناك أول لايك على منشورك، وهناك اللايك المميز رقميا.. ولايك الشقيق والوالد والمعلمين والتلاميذ والأصدقاء المقربين.

تثير مؤشرات التفاعل فضول الكاتب للبحث عن تفاصيلها ليتعرف على درجات ما حصل عليه من لايكات وأخواتها.. وبمجرد اطلاعه على مؤشر الفيس مثلا: "فلان وفلان و67 آخرون معجبون بحالتك".. يغوص صاحب البوست مستجليا الأمر وقد تكون في انتظاره مفاجآت سارة أحيانا.

لايكاتنا قد لا تكون صادقة أحيانا! أو يمكننا القول بلغة ألطف: إن زر أعجبني قد لا يستخدم للإعجاب دائما، بل أصبح أداة قابلة للتطور بإضافة استخدامات أخرى جديدة شأنه في ذلك شأن الهاتف الجوال نفسه.

وباستطلاع دون سابق إعداد، خلصنا إلى أن ما نراه من ابتسامات عريضة وتهلل على محيا مستخدمي الهواتف قد يرجع إلى مجرد "لايك مميز" أسقطته حمائم إشعارات الفيسبوك على صاحب بوست أو صورة.. يقول أحدهم: كانت سعادتي غامرة حين وجدت إعجابا من ابنتي.. كان مجرد لايك، لكنه- بالنسبة إلي- كان حكاية كاملة بكل تفاصيلها.. كان رواية اجتماعية رائعة.. فقد تصورت ابنتي حين كانت تخطو خطواتها الأولى في القراءة والكتابة.. وسافر بي الخيال متتبعا تقدمها الدراسي والاجتماعي إلى أن أصبحت صديقة إلكترونية لي..

وإذا كان لـ "لايك" الابنة قيمة بكل هذا الحجم، فما هي قيمة إعجاب الوالدين يا ترى؟ قال مستخدم آخر: لم يكتف والدي بتزيين منشوري بإعجابه فقط، بل اتصل بي هاتفيا مهنئا ومحفزا، ذلك في المرة الأولى بالطبع- ثم استمرت لايكاته فيما بعد، وكانت عظيمة الأثر في نفسي برغم بساطتها وسهولتها لكنها كانت لايكات مميزة؛ إنها من والدي وكفى..

في العالم الافتراضي وفي فضاء الفيسبوك تحديدا لم تعد مؤشرات التفاعل دالة على قيمة البوست فحسب، لكنها قد تشير إلى القيمة الاجتماعية للكاتب نفسه أكثر من دلالتها على الإعجاب بالفكرة المكتوبة.. يقول أحدهم: إن اللايك لا يعني قراءة صاحبه للمنشور دائما، لكنه تعبير اسفيري عن الاهتمام بالكاتب.. وهذا كاف جدا من وجهة نظري..

إذاً، لايكاتنا قد لا تكون صادقة أحيانا! أو يمكننا القول بلغة ألطف: إن زر أعجبني قد لا يستخدم للإعجاب دائما، بل أصبح أداة قابلة للتطور بإضافة استخدامات أخرى جديدة شأنه في ذلك شأن الهاتف الجوال نفسه، وقد تطور الأخير من أداة للاتصال الصوتي والمراسلة النصية فيما بعد إلى أداة تتحكم في معظم أنشطتنا الحياتية وتكاد أن تتوقف بدونه.

رجاءً، لا تستصغروا ضغطة زر لا تكلفكم عناء، ولا تستهلك شيئا من "ميغاتكم" أو أوقاتكم.. لكنها قد تكون "لايكا" مميزا ينتظره صديق في جانب آخر من كوكب الفيس.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.