استذكرت عبق التاريخ فكم من فروض شرعت بنزول الوحي على رسوله من مكاني هذا وكم من مواقف صححها رسول الله لصحابته الكرام من هذا المكان، تذكرت استشهاد عمر الفاروق رضوان الله عليه عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي حقداً عليه لأنه فتح بلاد فارس وبدد ملك كسرى.
ذهبت معاني الرحمة والسلام بدينك الذي علمتنا إياه حيث قال الله "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وأتى أناس لا يفهمون من دينه إلا إقامة الحدود بالسيف أو الجلد للزاني أو قطع اليد ولا يعلمون أن "من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
أصبح الإسلام بعبعاً ينالون الناس منه كأنه وحش كاسر يريد أن ينال من الناس بأي طريقة كانت، وأصبح حال المسلمين جوع وتشريد وذلة ومهانة، الأخ يقتل أخاه بفهم خاطئ لأحاديثك والقرآن الذي نزل عليك وأصبح دم المسلم رخيصاً لا قيمة له.
تحسرت على حال هذه الأمة لكني تذكرت قول الله تعالى "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" فشحذت عزيمتي قليلاً بهذه الآية. |
تواريت خجلاً من رسول الله وأكملت طريقي إلى السلام على أبي بكر الصديق رضي الله عنه رفيق رسول الله، ما أحوج أمتنا لأمثاله، بهذا الرجل مكن الله الدين حيث صدّق الرسول عندما كذبه الناس، وعند وفاة الرسول وقف على المنبر وقال قولته الشهيرة "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت" فثبت الصحابة في المسجد. من حارب المرتدين حيث قال "والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله لحاربتهم عليه" فثبت الله به الإسلام.
تذكرت حال العراق والشام التي أنارها الإسلام، في عهدك والتي أصبحت محفلاً للغرب بالاستشفاء من المسلمين بقتل الأبرياء والضعفاء وبأهداف سرية وعلنية لكوي دين الإسلام عن طريق قتلهم علنا أو دس جماعات تدعي زوراً وبهتانا أنها تمثل الإسلام والإسلام منهم براء، كما يفعل بعض المجرمين بإعلانهم الخلافة وهم لا يمتلكون أبسط مقوماتها أو أسسها بأهدافهم المشبوهة لطعن الإسلام وتشويه صورته.
مواقف كثيرة خالطتني من عهد النبوة ومن عهد الصحابة لا يسعني ذكرها هنا.
خرجت من مسجد رسول الله متحسراً علي حال هذه الأمة التي أصبح أمرها وضيعاً فتذكرت قول الله تعالى "وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" فشحذت عزيمتي قليلاً بهذه الآية وعدت إلى الفندق لأشحن طاقتي ليوم إيماني آخر.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.