
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى

الخطاب هو المهدئ العصبي الذي يمتص كثيرا من عصبية الجماهير وهمجيتها، خصوصا إذا اختار صاحبه المكان والوقت الصحيح والمصطلحات والألفاظ المناسبة.

الأهم من انتخاب رجل قانون سيرته بيضاء وماضيه لا يُخْجَلُ منه، هو قدرة الشعب التونسي التعبير عن اختياره بكل شفافية، بالرغم من بعض محاولات توجيه الرأي العام نحو أشخاص آخرين.

ما فعله بلماضي وأشباله يستحق وقفة دارس وناقد ومحلل، فمن يقول أنه مجرد مدرب أو لاعب سابق هو مخطئ، جمال الذي أتى به الضغط الجماهيري، يؤكد أن الجماهير يمكنها التغيير.

مساجدنا التي أصبحت اليوم تتنافس في معمارها أصبحت تفقد أهم خصوصيتها وهي روحها وروحانيتها والطمأنينة والراحة النفسية التي تثلج صدر الإنسان لحظة دخولها إلا في بعض المناسبات كشهر رمضان والأعياد.

الشارع الفرنسي ينتفض، باريس تتزين بالأصفر الجميل فاقع اللون ليس استعداد لحفل من حفلاتها السنوية والمتعددة، وإنما استعداد لمنعرج جديد من تاريخ فرنسا المعاصرة وتاريخ العالم.

مقتل خاشقجي ليس الأول ولن يكون الأخير ستظل الدكتاتوريات العربية تخمد كل صوت معارض لها ما دمنا، نحن بحد ذاتنا نبرر العنف والقتل ونشرعه، وهمجية وشعارات قومية حمقاء نختبئ وراءها.

لم يجد الشعب الجزائري، في ظل الاحتقان الشعبي الذي يعشه منذ عقود سوى كرة القدم كمتنفس وحيد، لإخراج مكبوتاته التي كثرت من سنوات في ضل واقع مرير على جميع المستويات.

بين سلطة المثقف ومثقف السلطة خيط رفيع، فإذا كان الربان الذي يقود السفينة مقيدا إما برضاه أو رغما عنه، فما بالك بالجماهير التي تركب السفينة!

لم تكن يوما المقاربة بالكفاءات هي التي تضع الشخص المناسب في المكان المناسب، بل المصلحة والبرغماتية والأنانية، فحين تتخلون عن كل هذا، يمكن لجيل المشاعر الإلكترونية أن ينتج علماء ومفكرين.
