منذ أكثر من ثلاثة عقود وحتى بالوقت الذي لم تضع الحرب الباردة أوزارها، كانت الأوساط السياسية والفكرية الأمريكية تنظر بقلق للصعود الصيني الهادئ نحو القمة وترى فيه خطراً يهدد الليبرالية.

منذ أكثر من ثلاثة عقود وحتى بالوقت الذي لم تضع الحرب الباردة أوزارها، كانت الأوساط السياسية والفكرية الأمريكية تنظر بقلق للصعود الصيني الهادئ نحو القمة وترى فيه خطراً يهدد الليبرالية.
تبدو المضاربة بعزل ترامب أمراً مستهجناً في ظل اقتراب موعد الانتخابات ورغبة الجمهوريين في حصد فترة رئاسية جديدة مدفوعين بحالة التآكل غير المسبوق التي يتعرض لها الحزب الديموقراطي.
بعد سيل من الوعيد والتهديد، رد الحرس الثوري الإيراني باستهداف قاعدة عين الأسد في العراق وقواعد أخرى في أربيل بصواريخ أصابت بعضها الهدف وضلت أخرى الطريق.
ترى الإدارة الأمريكية بضرورة انتقال إيران من حالة الثورة العابرة للحدود لمنطق الدولة المنكفئة على ذاتها، وتتخلى عن مشاريعها الإمبراطورية العابرة للحدود، وتتوقف عن التحرش بحلفائها في المنطقة وتهديد مصالحها.
وصفة الذلة لا تنشأ دائما بسبب حركة استعمارية خارجية تستولي على الإنسان، وتكبح من حرياته، وتفرض عليه بيروقراطيتها الصارمة، بل الطبيعة الداخلية والتركيبة النفسية لبعض الأفراد التي ترفض المخاطرة والمجازفة.
إن انحسار التيار الليبرالي والديموقراطي داخل بريطانيا وحزام اليورو على وجه العموم، وصعود القوى الشعبوية واليمينية التي كان آخرها وصول بوريس جونسون.
ضجت الميادين بالهتافات، وعلت الحناجر بالصرخات، وتدافعت السيول البشرية إلى الساحات يجمعها شعار المرحلة والضرورة “الشعب يريد إسقاط النظام”، ومعلنة عن تدشين عهد جديد.
تتوالى المواقف وتتضح وجهة ترامب الحقيقية الذي لا يريد أي عمل عسكري ضد إيران، متهماً الإدارات السابقة بتوريط أمريكا في الكثير من الحروب العبثية والمعارك الخاسرة التي استنزفت الموارد الاقتصادية.
آثرت أوروبا أن ترزح في دياجير الظلام والتخلف والوصاية الإلهية، ورفضت أية محاولة للتفكير خارج إرادة البابا، وأنزلوا صنوف العذاب بكل من يطرح العلم بديلاً أو مدخلاً لتفسير ظواهر الكون.
لم تكن حملات فاسكو دا غاما وأقرانه وليدة الصدفة أو طفرة عابرة بقدر ما كانت التزامات سياسية واقتصادية وثقافية متجذرة تحمل في طياتها نزعات عقائدية ووجودية لا تخطئها العين.