لا أعلم إن كان ما يخبرني به سائقو التاكسي في إسطنبول حقيقياً أم أنهم لشدة اللف والدوران في شوارع المدينة وربما ترداد الأحاديث نفسها ملوا هم أيضاً وباتوا يخترعون قصصاً!
بيسان الشيخ
كاتبة وصحافية لبنانية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
طعم بالمرارة وشعور جارح بتبرؤ الأهل يرافقهن مدى الحياة.. نساء كانت ظروفهن الفردية والأسرية لتغيرت جذرياً لو كان ثمة قانون يحفظ حقوقهن، بلا منة ولا جميل.
خلال هذه السنة كتبت عن أشياء تافهة وأخرى مهمة، تناولت ما لم يكن متاحاً لي تناوله خلال سنوات كثيرة من الانضباط المهني وأولها نفسي. ولهذا تحديداً، أنا اليوم أدون.
بعد نقاش مع صديقة تزوجت بغير لبناني أيضاً اكتشفت أنه سيصبح بإمكاني على الأقل استخراج إقامة لمنهل في لبنان، لعله يرافقني في زياراتي المقبلة بلا عناء التأشيرة.
هكذا تراهم يدعمون يساراً ما، يجهلون ماهية سياساته على ارض الواقع لكنه يحاكي فيهم احلاماً عن عدالة اجتماعية موعودة، وحقوق مستعادة لطبقات كادحة.
لم تستطع أمي متابعة الزيارة، فخرجنا سريعاً، فإذا بها تقول كمن يستدرك نفسه بعد لحظة ضعف “وماذا يعني؟ نحن لدينا مئة دانيال! هل يعتقد هؤلاء أن ما يفعلونه بنا قليل؟”.
كان لافتاً حجم التنديد الواسع بالمشهد لبنانياً وفلسطينياً، ومطالبة القائمين على المسلسل بمعالجة الموضوع إما بطريقة “أكثر عمقاً” أو “لياقة” أو”وعياً” وصولاً الى اتهام العمل والممثلة
المنطقة كلها ذاهبة الى مجهول، ونحن أشخاص نريد أن نعمل من أجل الـ “ويك اند”، والاجازة الصيفية، والتقاعد. هل أصبح ذلك حلمًا صعب المنال؟
في بيروت، كان علي أن انتظر السنة الجامعية الثالثة، أي سنة تخرجنا بشهادة “الليسانس” لأعود وأفاتح صديقاتي بمسألة رمضان، ورغبتي في أن نقيم إفطاراً.
إذ رأيت جدي مسجى تحت شرشف أبيض رقيق لا يشبه تلك الأغطية الصوف التي أرادها أن تدفئه، شعرت بالصقيع في أطرافي. استجمعت قواي واقتربت، فقبلت جبينه البارد وسلمته البطاقة.