لبنان كما عرفته منذ الولادة يحتضر. الكل يحتضر بصمت.. والأسوأ من الاحتضار هو الصمت، والخوف من الذلّ أصعب من الذلّ.. والغربة في الوطن أصعب من الغربة.. والوطن للبيع بداعي السفر.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
في لبنان تحوّلت السياسة الداخلية من نظام يُفترض أن يكون برلمانياً لنظام مركّب بين فيدراليات طائفية ومناطقية، كلّ منها يخضع لوصاية دولة خارجية. وما زال البعض يهتف: حرية، سيادة، استقلال!
رغم كل محاولاته.. وابتساماته.. ودقات قلبه.. وصوته المرتجف.. كنت أعلم بأنه خائف.. وهو يعلم بأنّني خائفة.. وكلانا ينتحل صفة الأبطال.. أردنا أن نكون أبطال الروايات ونهاياتها السعيدة.
ماذا لو وجدتِ نفسكِ محاطة بحشد كبير من الرجال الغاضبين، الخائفين، المعتدّين، المتكبّرين، الضعفاء.. والمساكين.. وكثير من المجانين.. وأنتِ امرأة واحدة.. تستحوذ على أنظار العالم؟
طلاب العمارة اليوم، يمضون معظم أوقاتهم خلف الشاشات يواكبون سرعة البرامج ويحاولون احترافها، حتى يأتي مخترع عظيم آخر ببرنامج أكثر تطوراً يلغي ما قبله. فهل تنتهي مع الوقت مهنة العمارة؟
إلى حين الخروج من دوامة الفساد والحسابات الضيقة، سيكون علينا أن ندافع بشراسة على ما تبقى من حريتنا.. وأن ندافع بشراسة أكبر على ما تبقى من الوطن.
مدينتي.. طرابلس.. كانت في الكتب قلب لبنان النابض.. على الأقل أهلنا وأجدادنا شهدوا على ذلك.. ما شهدتُ، هو قلب يحتضر.. بجمال استثنائي.
اليوم.. أعود ثلاثين يوماً إلى الوراء.. اخترتُ الأهداف المؤجلة وابتعدتُ عن كل من أحببت.. تأكدت، وبغرور تام، من أنني، وإن أخطأت، قادرة على المضيّ قدماً.. نحو مقطوعة موسيقية أكثر صعوبة
عالمنا بمنتهى الغرابة.. نقاتل، نموت، نحيا، نصرخ، نبكي، نضحك… الشعور لا بدّ منه. ردة الفعل لا بدّ منها.. لكن ماذا عن المبادرة بالفعل؟ واستباق الشعور؟
العالم مسرع للغاية.. أُرهقتني المواكبة.. ربما سأختار الورق، والركض تحت المطر.. وركوب الدراجات الهوائية، والتخييم في العراء، والعودة للنار والحطب.. و”القهوة المغليّة”.. ربما سأشتاق للسرعة التي اعتدتها