لم يتنبأ كثيرون بأن المحاصرين يمكنهم أن يخلقوا حدثا جديدا بلا مقدمات أو دوافع آنية متحركة للفت الأنظار إلى معاناتهم القديمة الجديدة تحت الحصار والعدوان الإسرائيلي المتكرر منذ 11 عاما.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
الواضح أن اللغة كما التاريخ والجغرافية والثقافة والفن؛ تهان من أبنائها في فترات الانحطاط والتناحر. وتبقى عربيتنا الفصحى في انتظار المخلّص، وإلى ذلك الحين تبت كل الأيدي التي تمسها بسوء.
هناك في ذات العهد والمكان، أقيمت الدبكات بلا أعراس على سطوح البيوت بعد الصيام، أقمت ورفاقي دبكة على سطح معهد الخيّام، أول مكان أحببنا فيه إناث المخيم مع شهادة بكالوريا…
يمكن لأي إنسان أن يُشيطن من يكرههم بطرق مباشرة ومتلوّية، فهو يستطيع تضخيم أي غلط يقعون به مهما كان صغيرا، ويستسيغ تسخيف منجزات كبيرة لهؤلاء يعجز الأعداء عن نكرانها.
التفاعل مع يوم الأرض والانطلاقات ومناسبات القادة الشهداء، بالإضافة لحروب غزة والانتفاضتين، أمور طبيعية لأبناء قضية.. “طيّب ماشي”؛ ماذا عن التفاعل مع تل الزعتر والكرامة؟
يتـهم بعضنا فلسطينيي سوريا بأنهم رفصوا النعمة، وخانوا مخيماتهم ومن احتضنهم وأعطاهم حقوق المواطنة، لمجرد أنهم نزحوا عن البلاد هربا من القصف والجوع وسوء المعيشة!
المقبرة القديمة على وجه التحديد تمثل شيئا من هوية اليرموكيين، ولو أمكنهم زرع ترابها في قلوبهم وإشباع لحظات جوعهم في الحصار من ذاك التراب، فلن يتوانوا للحظة واحدة.