انبرى شلايرماخر بكتابه “عن الدين” لإعادة صياغة فهم جديد للدين؛ فهمٌ مُتعال عن المساجلات العقلية والمنطقية، فهم يكتسي صبغة الإيمان والتّسليم والتّصديق للحقائق الدينية التي نسفها العلم الحديث بعقلانيته المفرطة.

انبرى شلايرماخر بكتابه “عن الدين” لإعادة صياغة فهم جديد للدين؛ فهمٌ مُتعال عن المساجلات العقلية والمنطقية، فهم يكتسي صبغة الإيمان والتّسليم والتّصديق للحقائق الدينية التي نسفها العلم الحديث بعقلانيته المفرطة.
سأبقى أكتبُ لكِ عزيزتي حتّى يفنى القلم وما يسطرون.. عندما أحملُ قلمي وأستهلّ الرّسمَ فيكِ بالكلمات على دفاتري، فكـأنَّ القلم يطوي هذه المسافات الطوال التي تفرِّق بيننا ويقرّبك إليّ.
إنّ ما يعطي للعلم قيمته المثلى اليوم؛ هو السؤال المسؤول القادر على تجشّم العناء الفكري والبحث الإبستيمي العميق.. وذلك كله من أجل إحداث باراديغم علمي إسلامي لبناء الحضارة المنشودة.
التّجديد؛ لا يعني بالضّرورة الانسلاخ عن القديم وإهماله، أو استيراد إيرادي لما عليه “الآخر المُتقدّم” من حضارة مادية.. لكن للأسف هذا ما يعتقده الكثير من أدعياء التّجديد والتّحديث في واقعنا.
العاقرُ فينا؛ من لا يلدُ من مخيّلته حرفاً.. ولغتُنا الفاتنةُ، النّاعمةُ، الفتيّةُ.. وَدودٌ وَلود! إنَّ الكـاتبَ الفطنَ والقارئ المتمرّس؛ الذي تضلّع في علوم العرب و آدابها وتاريخها… لَهوَ أجدرُ بالكتابة.
قد نصلُ إلى الحقيقة الموجعة التي تقول -وقد وصلنا إليها-: العقلُ في الوطن العربيّ لا قيمةَ له ولا اعتبار.. كن غبيا، كن أحمقاً، كن ما استطعتَ كي تعيـش معنا!
يُعتبرُ الحُبُّ في واقعنا بمثابة النافذة التي تطل على العالم، والآلة التي استطاعت أن تجمع العقول المتنافرة على كلمة سواء، رغم اختلاف العقائد والأيديولوجيات والإثنيات واللّغات.. فهو العابر للقارات.
لقد كنّا نرى أُناساً بلا ذنوبٍ ولا عيوبٍ فتتبّعُوا عورات إخوانهم فابتلاهم الله من حيث لا يعلمون، وقد جاءَ في الأثر: “مَنْ عيّرَ أخاهُ بذنبٍ لن يموتْ حتى يعمله.”