تناقلت الكثير من وسائل الإعلام تصريحات يائير نتنياهو التي هاجم فيها ماكرون، لكن المطلع على تصريحاته سابقة يعلم يقينا أن هذا التصريح ما هو إلا سيناريو مكرر من تصريحات مكررة هاجم فيها “يائير” الجميع.

صحفي مغربي، مهتم بالمعرفة وصناعة المحتوى الاجتماعي والسياسي والديني والتاريخ
تناقلت الكثير من وسائل الإعلام تصريحات يائير نتنياهو التي هاجم فيها ماكرون، لكن المطلع على تصريحاته سابقة يعلم يقينا أن هذا التصريح ما هو إلا سيناريو مكرر من تصريحات مكررة هاجم فيها “يائير” الجميع.
يبدو الموقف “المحايد” الذي تحاول القيادة السياسية في فرنسا اتخاذه من حرب الإبادة الحالية، موقفا لا تعضده مواقف الجانب العسكري، الذي بات بصورة أو بأخرى جزءا من هذه الحرب.
ليس أمام الأوروبيين سوى خيار واحد، وهو إيجاد طريقة لمواجهة عالم الغد بدون التعويل على حماية واشنطن، التي يبدو أنها تصارع أعداءً بعيدين عن أوروبا، تاركة القارة كي تواجه عدوَّها وحدها.
مع بداية فترة ترامب الثانية، يبدو الرئيس الأميركي يحمل يوميا أخبارا غير سارة لحلفاء أميركا التاريخيين في القارة العجوز.
لا يُعد هذا الاهتمام الفرنسي اليوم بمسيحيي سوريا جديدا، فلطالما كانت تلك هي القضية التي نفذت منها فرنسا إلى السياسة السورية.
وها قد مات جان ماري لوبان في السابع من يناير من العام الجاري. ولأن الإنسان ما هو إلا سيرة تحاول أن تتحدى النسيان، فقد جئنا في هذه ننبش في ذاكرة خامدة وإرث لا يذكره الكثيرون.
الإرث الأكبر لكارتر كان مرتبطا بالسياسة الخارجية التي أثر فيها حتى آخر أيام حياته التي ناهزت مائة عام كاملة، فهو عراب اتفاقية كامب ديفيد، وهو الرئيس الذي اقتنع قبل وفاته أن إسرائيل لا تريد السلام.
يرى “الصهاينة المتدينون” الحل الحقيقي لصراع الضفة، الديني في أصله وجوهره والديموغرافي في طبيعته، يكمن بعودة “يهودا والسامرة” كاملة لإسرائيل، ولن يتم ذلك إلا عن طريق إفراغها من أي حضور عربي ومسلم.
لا تعد غزة، وفلسطين بأسرها، على أهميتها الجيوسياسية سوى مسرح للمناورات التكتيكية الفرنسية، أما بيروت فهي المكان الذي يهم باريس حقا، وهي كلمة السر في توتر العلاقات بين نتنياهو وماكرون.
حتى الأمس القريب، لم يكن انتقاد إسرائيل مباحا في فرنسا، لا سرا ولا علنا، لكن يبدو أن الطوفان دمر كل شيء.