قد يفيد القول بديناميكية الهوية الثقافية، جعل هذه الأخيرة مجرد وحدة ظاهرها التماسك والقوة وباطنها الانشطار والتفكك. فكيف تُحْمى كل هوية ثقافية من التفكك والانشطار؟
عبد الجبار الغراز
أريد تدوين ملاحظاتي و تحليلاتي جول مجريات الحياة الاجتماعية و السياسية و الفكرية في هذه المدونة
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
الهوية الثقافية هي مفهوم يحيل إلى المشترك الثقافي والمجتمعي الموحد للأمة؛ ليشمل كل الأنماط السلوكية والقيمية وكل المؤهلات الفردية والجماعية والمسلكيات المكتسبة، بفعل انخراط الناس في تجارب حياتية.
إن التماهي لا يعني الذوبان الكلي في ثقافة الآخر السائدة، بل يعني التفاعل الإيجابي والبناء، دون المساس بالمقومات الحضارية والتراثية لدى الشعوب المعبرة عن هوياتهم
أصبحت الذات العربية الإسلامية الآن، ذاتا بكينونة مذابة في نمط “وجود مشترك” يتحكم فيه غيرها. وهذا ما أفقدها تميزها وفرادتها وخصوصيتها وعمق لديها الإحساس بالدونية والاغتراب
ما الذي يجعل نخبنا السياسية العربية بمختلف مشاربها تفشل في مواجهة أنظمة الاستبداد، فتزيغ عن طريقها الثوري الذي رسمته لنفسها منذ اندلاع ما سمي بثورات الربيع الديمقراطي؟!
استطاعت وسائل الاتصال الحديثة، تغيير طريقة تفكير الناس تجاه قيمهم وأنماط سلوكهم، في زمن قصير، وقد ساعد هذا التغيير الناس على بناء هوية ذاتية مستقلة فتحت لهم العديد من المجالات.
ظاهرة العولمة باتت شرا لا بد منه. ذلك أنه، نظرا للتطور المهول الذي تشهده وسائل الاتصال الحديثة، أصبح من المستحيل بنظر البعض التحكم بتدفق المعلومات المنسابة من شبكات التواصل الاجتماعي
العقول الصغيرة تستقي من الماضي أفكارها الظلامية لتبعث بها روح التعصب وتذكي نار الحروب. بينما تستلهم العقول الكبيرة من الماضي وتراث الأسلاف ما ينير طريقها نحو بناء مستقبل مشرق للأمة
تمثل الثقافة الرصيد والموروث التاريخي والحضاري للأمم، تقوم بوظيفة الصلة ما بين الماضي والحاضر وتستشرف آفاق المستقبل. فقد ترتقي بالأمة في سلم الحضارة بنمو وازدياد وقد تضمحل بها
سبب التردي والضعف الذي لحق بنا هو تلك الصورة النمطية التي رسمها الغرب وأظهرنا من خلالها ككائنات آدمية لا عمق تاريخي وحضاري لها. صورة سنورثها بوعي منا أو بدونه لأجيالنا.