حتى أبريل/نيسان 2023، كان القصر الرئاسي بالخرطوم المطل على شاطئ النيل الأزرق معلما ورمزا للسيادة وقبلة للحكام وكبار الزوار، لكنه بعد هذ التاريخ تحول إلى ساحة حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

حتى أبريل/نيسان 2023، كان القصر الرئاسي بالخرطوم المطل على شاطئ النيل الأزرق معلما ورمزا للسيادة وقبلة للحكام وكبار الزوار، لكنه بعد هذ التاريخ تحول إلى ساحة حرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
لليوم الثاني، تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في وسط الخرطوم، حيث يسعى الجيش لاستعادة المنطقة الإستراتيجية، بينما تتمسك قوات الدعم السريع بمحيط القصر الرئاسي.
ضيق الجيش السوداني الخناق على قوات الدعم السريع الموجودة بالقصر الرئاسي ووسط الخرطوم بعد شنه لهجمات جوية بالطيران المسيّر والمدفعية على هذه القوات التي حاولت الهروب من القصر الرئاسي عبر وسط الخرطوم.
نجح سلاح المدرعات السوداني جنوب الخرطوم في فك الحصار المضروب عليه من قوات الدعم السريع، والتقدم إلى وسط العاصمة الخرطوم والالتقاء بالقيادة العامة للجيش.
على مدار 20 شهرا، حاصرت قوات الدعم السريع مقار قيادة الجيش وسط العاصمة الخرطوم ومعسكري سلاح الإشارة وسلاح المدرعات، وقطعت كافة الإمدادات عنها، قبل أن يتمكن الجيش من كسر هذا الحصار.
أحدثت الحرب دمارًا كبيرًا في اقتصاد السودان لا سيما في قطاع المصانع والشركات، وتحولت بعض المصانع إلى ساحة حرب تتحصن بها قوات الدعم السريع. الجزيرة نت ترصد حجم هذا الدمار.
مع استمرار المعارك لم يعد لقائد الدعم السريع حضور ميداني، وكان يكتفي بالظهور في مقاطع مصورة بأحد المكاتب لا تتجاوز بضع دقائق ويرسل عبرها عدة رسائل، وطوال الحرب ظهر حميدتي وسط قواته مرتين فقط.
يمثل وسط السودان عمق البلاد الإستراتيجي، وشهد معارك شرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع كانت أكبرها في بلدة جبل موية بولاية سنار، وهي معركة امتدت لأيام واستخدم فيها الجيش الطائرات الحربية.
تصاعدت استهدافات قادة الدعم السريع بشكل لافت خاصة الآونة الأخيرة حيث فقدت هذه القوات عددا من قادتها الميدانين في ولايتي الجزيرة والخرطوم.
جالت كاميرا الجزيرة نت في أنحاء متفرقة من مدينة ود مدني، ورصدت دمارا هائلا خلفته قوات الدعم السريع في قطاعات الخدمات العمومية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وبنية تحتية، مما قد يتطلب وقتا لإعادة إعمارها.