لقد أثبت الرئيس الروسي -خلال قمته الأخيرة مع الرئيس الأميركي بهلسنكي- أنه لا يزال سيد المهارات التجسسية؛ فترامب استسلم تحت نظرات بوتين الجامدة التي تدرب عليها إبان عمله الاستخباري السوفياتي.
نينا خروتشوفا
أستاذة الشؤون الدولية والعميدة المساعدة للشؤون الأكاديمية بجامعة نيو سكول
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
منذ انهيار الاتحاد السوفياتي؛ اتبعت السلطة السياسية داخل الكرملين منطق الكراسي الموسيقية. إذ يظهر المسؤول ثم يختفي ليعود مرة أخرى في وقت لاحق، وكل ذلك حسب رغبات الرجل المسؤول (بوتين).
في مستهل رئاسته الأولى -أوائلَ العقد الأول من القرن الحالي- كان بوتين أشبه بجزيرة موالية للغرب في بحر من النخب الروسية المعادية للغرب. وكان ذلك مناقضا للتصورات التقليدية لأمن البلاد.
لا يريد بوتين أن يتهم بتكرار الحرب السوفياتية الأفغانية الكارثية 1979-1989 التي ساعدت في انهيار الاتحاد السوفياتي؛ فحرص على تقديم العملية العسكرية الروسية كمسعى محدود لتخليص العالم من تنظيم داعش.
إن نظام الرئيس فلاديمير بوتين أحد الأنظمة التي تستعصي على الفهم مقارنة بالأنظمة السابقة التي حكمت روسيا، والآن هناك لغز جديد قادم؛ فهل إن مستشاره إيغور سيتشن على وشك السقوط؟
بعد تسعة أشهر من رئاسة ترمب؛ يبدو أن قادة الحزب الجمهوري يدركون أخيرا الواقع القاسي لبلادهم المعرضة للخطر. لكنهم يملكون الخيار: مواصلة التعاون مع ترمب أو نبذه وإعطاء الأولوية للديمقراطية.
دعا كتاب “رجال مذنبون” عام 1940 إلى محاسبة الرجال الذين ساعد استرضاؤهم لأدولف هتلر في دفع المملكة المتحدة إلى حافة الفناء. واليوم، آن الأوان مرة أخرى للكشف عن أسماء جديدة.
يبدو أن بعض الأحزاب السياسية -التي كانت يوما عظيمة في الغرب وبعض الدول الناشئة- تسلك مسارا سريعا إلى عالَم النسيان. ويبدو صعبا تفسير انحدار الأحزاب السياسية الكبرى بدول كفرنسا والهند.
إثر الهجوم الكيميائي بمدينة خان شيخون السورية والقصف الأميركي لقاعدة الشعيرات الجوية السورية، تورطت إدارة ترمب في فراغ السلطة المتنامي بالمنطقة. ولكن كيف سيكون تحرك ترمب التالي إن أراد التحرك؟
أكره الاتفاق مع الرئيس الروسي، ولو قليلا. ولكن الرد الهستيري من قِبَل الأميركيين على محاولات الكرملين المزعومة للتأثير على انتخابات الرئاسة الأميركية أرغمني على النظر إلى الأمور من منظور بوتين.