هل اتخذ حاكم كوريا الشمالية قراراً إستراتيجياً بتفكيك برنامجه النووي، أم إنه يشارك في جولة أخرى من الدبلوماسية المزيفة، متظاهرًا بأنه سيقوم بنزع السلاح النووي مقابل منافع مادية لبلده الفقير؟


وزير سابق للشؤون الخارجية بكوريا الجنوبية، وأستاذ فخري للعلاقات الدولية في جامعة سول الوطنية
هل اتخذ حاكم كوريا الشمالية قراراً إستراتيجياً بتفكيك برنامجه النووي، أم إنه يشارك في جولة أخرى من الدبلوماسية المزيفة، متظاهرًا بأنه سيقوم بنزع السلاح النووي مقابل منافع مادية لبلده الفقير؟

حتى وقتنا هذا، كانت الحرب الدائرة بين رئيس الولايات المتحدة ودكتاتور كوريا الشمالية حول برنامج كوريا الشمالية النووي كلامية فحسب؛ ولكن مع كل تطور جديد يتعاظم خطر تحولها لحرب حقيقية.

كان سحب الثقة من رئيسة كوريا الجنوبية باك غن هيه وعزلها من المنصب -بعد اتهامها بالفساد واستغلال السلطة- سببا في زعزعة أركان المؤسسة السياسية في البلاد، وانقسام جماهير الناخبين بشأنها.

يتساءل مراقبون عن طبيعة الخطوة المقبلة لواشنطن بعد تصريح ترمب بأن هدف كوريا الشمالية من تطوير صاروخ نووي هو إلحاق الضرر ببلاده و”لن يتحقق”. لكن ماذا سيفعل تحديدا لمنع ذلك؟

ساهمت الشعبوية والنزعة القومية وكراهية الأجانب في انتصار حملة “الخروج” في الاستفتاء البريطاني، ولكن هذه العوامل هي جزء من تحول جوهري طرأ على العلاقة بين الدولة والسوق بمختلف أنحاء العالم.

إن المهمة الملقاة على عاتق العالم في التعامل مع طبول الحرب التي تدقها كوريا الشمالية لن تصبح أسهل، لأن العالم يواجه دولة فقيرة وعاجزة فعليا. بل على العكس من ذلك، ففي مثل هذه الظروف تصبح البصيرة الهادئة الرزينة ضرورة أساسية.
