بقيت أشهر قليلة قبل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رسميا. وإلى حد الساعة؛ تناول النقاش بشكل أساسي الجانب الاقتصادي لهذا الانسحاب. وإذا غادرت بريطانيا فمن المحتمل أن يكون الضرر كبيرا.
يوشكا فيشر
وزير سابق للخارجية الألمانية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بعد الجولة الأوروبية الأخيرة للرئيس الأميركي التي خُتمت بمؤتمر صحفي عقده مع الرئيس الروسي ترك انطباعا سيئا؛ لم يعد هناك شك في أن ترامب ومناصريه يرغبون في تدمير النظام الدولي.
بات من الواضح الآن أن القرن الـ21 يؤذن بقدوم نظام عالمي جديد. ومع انتشار عدم اليقين وانعدام الاستقرار المرتبطيْن بهذه العملية بأنحاء العالم؛ تراوحت استجابة الغرب بين الارتباك والحنين للقومية.
من الواضح أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي بسحب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، والتحول نحو سياسة تركز على تجديد العقوبات والمواجهة؛ قد يجعل مستقبل الشرق الأوسط أكثر غموضا.
السبب الرئيسي وراء عدم استقرار أوروبا هو ألمانيا؛ ففي السنوات التي تلت عام 2008 واصلت ألمانيا الإصرار على أنها لا تستطيع تنفيذ المشروع الأوروبي بمفردها، وأن عليها أن تنتظر فرنسا.
إن الصراع الحالي في سوريا له العديد من القواسم المشتركة مع حرب الثلاثين عاما، التي دمرت قلب أوروبا -ولاسيما مدينة ماغدبورغ الألمانية المماثلة لحلب- ودامت ما بين عاميْ 1618 و1648.
في السنة الأولى من رئاسة ترمب؛ كان الضرر الذي أحدثته السياسة الخارجية لإدارته أقل كثيرا من كل التخوفات، ولكن يبدو مرجحا أن يكون 2018 عاما من المخاطر المتزايدة بشكل كبير.
قبل ما يزيد على قرن من الزمن، قَسَّم اتفاق سايكس بيكو الشرق الأوسط بين فرنسا وبريطانيا العظمى، وأسس حدودا وطنية ظلت قائمة إلى يومنا هذا. ولكن النظام الإقليمي يتغير الآن.
يبدو أن أوروبا اجتازت أخيرا الأزمة الاقتصادية التي دامت سنوات، ولكنها تظل غير مستقرة. ومن المنافي للعقل والغريب تاريخيا أن تدخل دول الاتحاد الأوروبي مرحلة الانفصال والتفكك في القرن الـ21.
كانت نتائج الانتخابات الألمانية يوم الأحد (24 سبتمبر/أيلول المنصرم) غيرَ متوقعة ومقلقةً للغاية، على الأقل حسب المعايير الألمانية. فقد تمت معاقبة الحزبين الرئيسيين عبر صناديق الاقتراع بعد حكم أربع سنوات.