كثيرة هي معالم المأزق الذي تعيشه إيران هذه الأيام، والذي يستحق من قيادتها وقفة هادئة، بعيدا عن استعراض التصريحات التقليدية التي لا تغير حقائق الواقع القاضية بفشل مشروع التمدد الإيراني.
ياسر الزعاترة
كاتب أردني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
بوسع بعض القادة الإيرانيين أن يهوّنوا من دلالات تعيين جون بولتون ومايك بومبيو؛ لكن واقع الحال هو أن طهران لا يمكنها تجاهل ما يمكن أن يترتب على ذلك من تداعيات.
لا يمضي أسبوع إلا ونسمع عن تطور جديد فيما يخصّ الليبرالية الاجتماعية -إن جاز التعبير- في بعض الدول العربية، فما كان محرّما يغدو حلالا، وما كان ممنوعا يصبح مسموحا به.
في ظل هوس البعض بتضخيم القوة الإيرانية، والحديث عن “غزو فارسي”، و”إمبراطورية مجوسية” أو “رافضية”، إلى غير ذلك من المصطلحات المماثلة الشائعة إعلامياً؛ يجدر بنا التوقف أمام وجهة نظر أخرى.
يبدو أن من ضاقوا ذرعا بالإسلام السياسي ويميلون لنظرية “المستنقع والبعوض”؛ الإسرائيلية المنشأ والعابدية (نسبة إلى زين العابدين بن علي) التطوير..؛ يبدو أنهم في عجلة من أمرهم ويريدون حرق المراحل.
لم يعد بالإمكان إخفاء الأمر، فرائحة التطبيع النتنة تنتشر في الأجواء بما يتوفر لها من قوة دفع عبر وسائل الإعلام المُوجّهة، ومنابر بمواقع التواصل، وإسناد عبر جيوش إلكترونية.
حين لا يترك بنيامين نتنياهو أي فرصة دون التبشير بالتحالف مع الدول “السُّنيّة” ضد إيران، وبالعلاقات المتنامية مع بعض تلك الدول؛ فهو لا يُحرج الأخيرة فحسب، بل يستثمر هذا “الإنجاز”.
أسئلة كثيرة أثارها -ولا يزال يثيرها- ذلك اللقاء الذي تم بين قادة حماس في غزة ومحمد دحلان في القاهرة، والذي تلاه حديثه إلى جلسة للمجلس التشريعي في غزة (بالفيديو كونفرنس).
يكفي أن يحضر اسم توني بلير في أي حوار يجري مع حركة حماس حتى يصاب المرء بحساسية مفرطة. فهو حبيب الصهاينة المعروف، والعدو الألد لكل قضايا أمتنا.
تاريخيا، لم ينظر السنة لأنفسهم على أنهم طائفة تخشى على وجودها أو مذهبها، بل اعتبروا أنفسهم الأمة التي تحتضن جميع الفئات، أقليات كانت ضمن الدائرة الإسلامية، أم من طوائف أخرى.