شكلت جدلية “المابعديات” إحدى أهم مراحل وظواهر الجدل العلمي والثقافي طوال العقود الثلاثة الماضية وحتى اللحظة؛ إذ كلها مقاربات مسكونة بتفاعلات اللحظة المعيشة دون مراعاة تداعياتها من منظور علمي شامل.
نبيل البكيري
صحفي وباحث يمني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
المتابع لتداعيات الأحداث المتسارعة عقب مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على يد حلفائه الحوثيين، وشركائه في الانقلاب، يلاحظ حجم المفارقات التي طفت سريعا على سطح المشهد السياسي اليمني.
يتموضع حزب التجمع اليمني للإصلاح في قلب المعادلة السياسية اليمنية التعددية كإحدى أهم ركائزها منذ تأسيسه في 13 سبتمبر/أيلول 1990، باعتباره إحدى ثمار إعلان قيام الوحدة اليمنية في مايو/أيار 1990.
تكمن خطورة الأزمة الخليجية اليوم في أنها وضعت أقوى شركاء وحلفاء السعودية داخل اليمن في مأزق صعب وحشرتهم في زاوية ضيقة. وهكذا تكون السعودية قد جردت نفسها من أقوى حلفائها.
ظل العرب ينظرون لليمن باعتبارها مصدر هويتهم العربية وأرض أجدادهم الأولين، الذين تركوا بلاد العرب السعيدة بعد حادثة انهيار سد مأرب، ميممين وجوههم صوب الجزيرة والشام والعراق وشمال أفريقيا والأندلس.
انقضى عامان إلا قليلا منذ انطلاق “عاصفة الحزم” لاستعادة الشرعية اليمنية وإسقاط الانقلاب المليشياوي المدعوم إيرانياً، عامان مرا سريعا ولم ينجلِ غبار المعركة عن شيء واضح بعدُ. فما أسباب ذلك؟
بسبب الموقع الإستراتيجي لليمن وقربه من أغنى مناطق الطاقة بالعالم؛ كان محط أنظار القوى الدولية المتصارعة منذ أيام الرومان وصولا لهذه اللحظة التاريخية الدراماتيكية في السياسة الدولة والشرق الأوسط تحديدا.
منذ اللحظات الأولى، بدت الحرب الدائرة منذ نحو عامين في اليمن واضحة في طبيعتها، باعتبارها حربا بين شرعية وانقلاب، رغم الدوافع المذهبية وحالة الشحن الطائفي التي يقوم بها الحوثيون وصالح.
الأحداث الأخيرة في تركيا ستشكل دون شك نقطة مفصلية في تاريخ تركيا الحديث، ومن شأنها أن تعيد رسم العلاقة التكاملية القديمة بين ثلاثية هذا الشعب، الدين والمجتمع والدولة.
تمثل التسوية السياسية نهاية حتمية لأي حرب مهما طالت، وفي الحالة اليمنية ما زالت التسويات السياسية بعيدة المنال، كثيرة العقبات، حيث تتقلص بوادر السلام ، وتتسع الفجوة بين الأطراف المتحاربة.