يعتبر أدب المقاومة ظاهرة عالمية؛ حيث يسعى هذا الأدب للتصدي للسيطرة والتبعية الثقافيتين، ويقدم بذلك شهادة على قوة الكلمة في الدعوة إلى التغيير، وتحدي القمع، والحفاظ على الذاكرة الجماعية..

مفكر وقيادي إسلامي مغربي
يعتبر أدب المقاومة ظاهرة عالمية؛ حيث يسعى هذا الأدب للتصدي للسيطرة والتبعية الثقافيتين، ويقدم بذلك شهادة على قوة الكلمة في الدعوة إلى التغيير، وتحدي القمع، والحفاظ على الذاكرة الجماعية..
رغم مرور 72 عامًا على قيام الكيان الصهيوني، وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، فإن الوسط الثقافي العربي والإسلامي على العموم لا يزال رافضًا للتطبيع السياسي وللتطبيع الثقافي على الخصوص..
التطبيع السياسي أو الدبلوماسي لن تكون له قيمة كبرى، ولن يكون له اعتبار، دون تطبيع إعلامي وثقافي؛ فالإعلام كما الثقافة، هما من آخر القلاع في معادلة الصراع مع الكيان والصهيونية.
التطبيع الإعلامي هو ذلك الخط الناظم لعمل بعض المنابر الإعلامية العربية، من صحافة مكتوبة أو سمعية أو مرئية أو إلكتروينة، والذي يقوم بالتسويق للتطبيع السياسي من خلال الترميز والتركيز على الدعين له..
بالنظر إلى مخاطر تفشي ثقافة التطبيع، ودور الإعلام في التمكين لها وتمرير مغالطاتها، يتعين تعزيز ثقافة المقاومة، وجعلها أولوية في التدافع الثقافي والسياسي المناصر لقضية العرب والمسلمين وأحرار العالم..
إذا كان التطبيع السياسي مع خصوم الأمة، وخصوم عقيدتها وفكرها وتاريخها ووحدتها ووجودها السياسي والحضاري، أمرا منكرا ومرفوضا، فإن ما هو أخطر منه هو “التطبيع الثقافي”.
يتعيّن من الناحيةِ المنطقية أن تكون الجبهةُ الثقافيةُ هي الأكثر متانةً في مواجهة الاختراق التطبيعيّ الصهيونيّ؛ فالتطبيع يبدأ بفكرة تشوش على فكرة المقاومة، وتزيّن التعايش مع الاحتلال وتسوّغه وتبرّره..
كانت الحركة الإسلامية المغربية سباقة إلى الانتقال من براديغم “إقامة الدولة الإسلامية” إلى براديغم “الإسهام في إقامة الدين”، وهذا أدى بجانب تمسكها بالدستور المغربي إلى إخراجها عن إطار الإسلام السياسي.
يخطئ من يحكم على عقيدة أو فكرة أو مشروع إصلاحي بالإخفاق بسبب عدم استجابة مجتمع معين له أو مواجهته من قبل خصوم الإصلاح، حتى إذا كان ذلك من الغالبية المطلقة في ذلك المجتمع.
الخلافات المسلحة المبكر بين المسلمين يمكن تفسيرها بأمرين أساسين: غياب آليات سياسية متعارف عليها اجتماعيا لتقويم سلوك الحاكم ومحاسبته أو عزله؛ واستمرار سيادة منطق الشوكة والغلبة كثقافة عربية سابقة للإسلام.