عاد لبنان مرة أخرى لدوامة الفراغ الرئاسي، فمنذ نحو شهر ونصف الشهر يعيش دون رئيس، مع قناعة مترسخة لدى الكثيرين بأن اختيار الرئيس بات مرهونا بمجمل التطورات الإقليمية والدولية.
محمد علوش
إعلامي وكاتب سياسي لبناني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
التهمة الموجهة للوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة هي من العيار الثقيل جداً، وزنها لا يقلّ عن الوزن السياسي للموقوف نفسه، وتداعيات حجمها لا تقف عند الحدود السياسية للبنان، وإنما تصل حتى العاصمة السورية دمشق.
هل دخل لبنان حالة الحرب الأهلية فعليا، بعد اندلاع المواجهات الأمنية بين جبل محسن ذي الأغلبية العلوية وبين باب التبانة ذي الأغلبية السنية في مدينة طرابلس؟ ليس من السهل الإجابة، وإن كانت إرهاصات الحرب الأهلية قد بدأت بالظهور.
تعد الوثيقة التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في 25 مارس/آذار في تركيا من أبرز ما تقدمت به تيارات الإسلام السياسي في العالم العربي منذ تأسيسها على الصعيدين الفقهي والسياسي. وقد جاءت متفوقة على مثيلاتها في نضجها السياسي.
يقال: “التاريخ يكتبه المنتصرون دائماً”, لكن في لبنان يكاد الأمر يختلف بعض الشيء، إذ إنه بعد حرب أهلية دامية لم يخرج منها منتصر ومهزوم, بقي الشعب اللبناني حتى كتابة هذه السطور دون كتاب تاريخ موحد يؤرخ للحرب الأهلية وصولاً إلى يومنا هذا.
لم تثر تفجيرات دمشق الأولى الصدمة والبلبلة في الشارع اللبناني بقدر إثارة الرواية السورية الرسمية التي ألقت باللائمة على تنظيم القاعدة، بعد مضي يومين فقط على إنذار الجهات اللبنانية المختصة للجانب السوري بتسلل عناصر القاعدة من لبنان إلى سوريا.
في الوقت الذي كان المراقبون يحصون فيه عدد الساعات المتبقية للرئيس نجيب ميقاتي، فاجأ الجميع بخروجه أمام وسائل الإعلام اللبنانية ناقلاً لهم خبر تحويل حصة لبنان من تمويل المحكمة، لأن التمويل “قرار وطني، ويحمي لبنان من تداعيات ما يحصل حوله”.
لبنان منهمك اليوم بالتكهنات واستشراف قادم الأيام والشهور. لم يعد الأمر يتوقف عند حدود ما يقوله الكتاب والمحللون السياسيون الذين تعج بهم الشاشات الصغيرة، بل تعدى ذلك إلى الارتماء في أحضان المشعوذين والمنجمين، فالتجارب السابقة مريرة، وقد خبر لبنان فيها كل ألوان التشظي.
مع التحولات التي طالت غالبية المفاهيم والمعادلات السياسية في عالمنا العربي يتلمّس البعضُ موضع قدم حزب الله على خريطة هذا التحول ومدى صلابة الأرض التي يقف عليها, موضحين أن الحزب فقد جُزءاً من شعبيته في سوريا على خلفية خطابه المؤيد للنظام.
لم يكن أحد في لبنان يتصور أن جموعاً تقدر بعشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين سوف تزحف إلى مارون الراس في 15 مايو/أيار حيث الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة في الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية.