رأيتك تعمل في البصرة بالعراق، وبالطبع في غزة، حيث في إحدى أمسيات الخريف عند مفترق طرق نتساريم، أطلقت النار على شاب كان يقف على بعد أقدام قليلة مني. حملنا جسده المتدلي على الطريق.
كريس هيدجيز
مدير مكتب الشرق الأوسط في صحيفة نيويورك تايمز سابقا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يعود الكاتب كريس هيدجز إلى فلسطين المحتلة بعد عقدين من الزمان، حيث كان يعمل مراسلًا لصحيفة نيويورك تايمز. ومن داخل رام الله، ينقل صورة قلمية بائسة للأوضاع يقول إنها كانت دائمًا هناك.
يجب علينا أن نقف، مهما كانت التكلفة، مع المظلومين والمقهورين على هذه الأرض. داخل أميركا وخارجها، وإذا فشلنا فإننا نصبح متواطئين في جريمة أخلاقية عظيمة، وشركاء في هذا الشر الذي يهدد بنزع إنسانية عالمنا
أملنا الوحيد هو الإطاحة بالدولة الشركاتية التي ألقت لنا بترامب. مؤسساتنا الديمقراطية غدت رهينة للشركات، وعلينا اليوم توجيه غضبنا لتلك الدولة الشركاتية، قبل ترامب، وأن نسمي الأشياء بمسمياتها.
لا توجد مفاجآت في غزة. لقد تم التنبّؤ بكل عمل مروع من أعمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية مقدمًا منذ عقود. إن تجريد الفلسطينيين من أراضيهم هو القلب النابض للمشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي.
رفح هي الجائزة في نهاية الطريق. رفح هي حقل القتل العظيم حيث سنذبح الفلسطينيين على نطاق غير مرئي في هذه الإبادة الجماعية. شاهدنا. ستكون طقوس العربدة من الدم والموت. ستكون قصة همجية تروى.
يظهر المتظاهرون الطلاب في جميع أنحاء البلاد شجاعةً معنوية وجسدية مما يخجل كل مؤسسة رئيسية في البلاد. إنهم خطرون ليس لأنهم يعطلون حياة الحرم الجامعي، لكن لأنهم يكشفون الفشل الذريع من قبل النخب الحاكمة.
كانت رفح كابوسًا. كان الفلسطينيون اليائسون يعيشون في العراء وفي الشوارع. كان هناك القليل من الطعام . نامت العائلة في سيارتهم. كان الجو باردًا وممطرًا. لم يكن لديهم بطانيات. لقد بحثوا بيأس عن خيمة.
إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل جادتَين في تخفيف الأزمة الإنسانية، فلتسمح إسرائيل لآلاف الشاحنات بالدخول من معابرها إلى غزة. لذا “الرصيف المؤقت”، طريقة لإخفاء تواطؤ واشنطن في الإبادة الجماعية.
الخوف – الخوف من عودة ترامب والفاشية المسيحية – هو البطاقة الوحيدة التي احتفظ بها الديمقراطيون للعب. سيعمل هذا في الجيوب الحضرية والليبرالية حيث ينشغل التكنوقراط المتعلمون بتوبيخ الطبقة العاملة.