عندما غطيتُ الإبادة في البوسنة، فجر الصرب المساجد، وأزالوا أنقاضها، ومنعوا الناس من ذكرها. الهدف في غزة هو نفسه: محو الماضي واستبداله بالأسطورة لتغطية الجرائم الإسرائيلية، بما فيها الإبادة.


مدير مكتب الشرق الأوسط في صحيفة نيويورك تايمز سابقا
عندما غطيتُ الإبادة في البوسنة، فجر الصرب المساجد، وأزالوا أنقاضها، ومنعوا الناس من ذكرها. الهدف في غزة هو نفسه: محو الماضي واستبداله بالأسطورة لتغطية الجرائم الإسرائيلية، بما فيها الإبادة.

في جلسة تشريعية بولاية نيوجيرسي، جرى قمع شهادات معارضة لتبنّي تعريف IHRA المثير للجدل، الذي يخلط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، في مشهد يكشف زيف حرية التعبير الأميركية.

عقوبات أميركية تستهدف فرانشيسكا ألبانيزي بسبب تقاريرها حول الإبادة في غزة، وسط موجة انتقادات تكشف عن أزمة في الالتزام الدولي بحماية حقوق الإنسان.

الإبادة في غزة لم تتوقف لأنها مجزية، ومربحة لكثيرين جدًا. إنها تجارة. هناك شركات، حتى من دول تعتبر صديقة للفلسطينيين، تجني الأرباح منذ عقود من اقتصاد الاحتلال.

الإيرانيون، بغض النظر عن موقفهم من حكومتهم، لا يرون في الولايات المتحدة حليفاً أو محرراً. لا يريدون أن يُهاجموا أو يُحتلوا. وسيردّون. وسندفع نحن، وإسرائيل، الثمن.

لقد كان انحدارنا، وتراجعنا الجماعي عن الواقع نتيجة مسار طويل من تآكل الحقوق وتحول الدولة إلى أداة استغلال، وأكاذيب الإعلام، وتدهور التعليم، والحروب العبثية.. وكلها تعكس أيام أفول الإمبراطوريات.

لقد أساءت هارفارد، مثل كولومبيا والإعلام والحزب الديمقراطي والطبقة الليبرالية، قراءة موازين القوة. ومن خلال رفض الاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة، واضطهاد من يفعل، قدمت الذخيرة لجلاديها.

الإبادة الجماعية في غزة ليست استثناء، بل هي جزء من نمط متكرر. إنها نذير لإبادات جماعية قادمة، خاصة مع انهيار المناخ واضطرار مئات الملايين إلى الهرب من الجفاف والحرائق والفيضانات.

بدأ انقلاب الشركات وانهيار الديمقراطية الأمريكية قبل وقت طويل من ترامب. إنه ببساطة يُكمل على ما تبقى.

تستعد الحكومة الإسرائيلية، بدعم من إدارة ترامب، لتهيئة الظروف لطرد الفلسطينيين بالكامل من غزة، وهي خطوة قد تشعل حريقًا إقليميًا.
