انتقلت “المكارثية” إلى مصر في عصرها الحديث مرتين؛ الأولى واكبت مثيلتها بأميركا في الخمسينيات ضد الإخوان المسلمين والشيوعيين عقب انقلاب 1952، والثانية إثر انقلاب 2013 واقتصرت بداية على الإخوان تقريبا.

كاتب صحفي وخبير إعلامي مصري
انتقلت “المكارثية” إلى مصر في عصرها الحديث مرتين؛ الأولى واكبت مثيلتها بأميركا في الخمسينيات ضد الإخوان المسلمين والشيوعيين عقب انقلاب 1952، والثانية إثر انقلاب 2013 واقتصرت بداية على الإخوان تقريبا.
تنفيذ اتفاقية تيران وصنافير بنقل السيادة عليهما من مصر إلى السعودية يُنهي سيطرة الأولى المنفردة على المياه الإقليمية في الممر المائي لمضيق تيران، ويجعلها دولية مما يسمح بالملاحة الحرة فيها.
على عكس ما كانت عليه العلاقة الحميمة بين الأقباط ونظام المشير عبد الفتاح السيسي عقب انقلاب 2013؛ تبدو هذه العلاقة حاليا معرضة لهزات متصاعدة بتزايد جرائم العنف الطائفي ضد الأقباط.
بعد نحو ثلاثة أعوام على دخوله قصر الاتحادية؛ تبدو العلاقة متوترة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأبرز داعميه المدنيين من أركان الدولة العميقة، وخاصة القضاة والصحفيين، ورجال الأعمال، والأزهر.
لم تكن التسريبات التي بثتها قناة مكملين مؤخرا لوزير الخارجية المصري متحدثا مع رئيسه هي الأولى من نوعها في الاتصالات والمراسلات الخاصة التي ينبغي أن تحظى بأعلى درجات الخصوصية والأمان.
تزايدت في الآونة الأخيرة التحركات السياسية من القوى الرافضة للانقلاب العسكري بالتوازي مع الحراك الميداني الممتد منذ أكثر من 3 سنوات، وتعددت المبدرات والأفكار التي طرحت للخروج من النفق الحالي.
الحشد الذي استقبل السيسي بأميركا، كان بالفعل حشدا طائفيا بامتيار، نافست فيه صور البابا تاوضروس صور السيسي، لكنه أيضا أظهر الكنيسة المصرية كحزب سياسي يقوم بالحشد لمهمة سياسية.
لم تكتف المخابرات المصرية بمجرد التوجيه لوسائل الإعلام، والتدخل في سياساتها التحريرية، ولا بتزكية بعض الإعلاميين عند بعض القنوات والصحف، ولكنها أرادت أن تكون لها مؤسساتها التي تتبعها بشكل مباشر.
تبدو العلاقة “شائهة” في عالمنا ومنطقتنا بين شخصيتي الإعلامي والسياسي، حيث تسمح بتحول الإعلامي إلى سياسي دون دراية كافية بقواعد العمل السياسي، وتحول السياسي إلى إعلامي دون معرفة بقواعد المهنة.
كانت الجبهة الإعلامية إحدى أهم الجبهات في معركة الانقلاب الفاشل بتركيا، وكان واضحا منذ البداية إدراك طرفي المعركة لذلك، لكن الفارق الكبير في العقليتين العسكرية والمدنية ظهر جليا أثناء المعركة.