يواجه النموذج السوري في التغيير تحديات عديدة، ستختبر مدى قدرته على إعادة بناء الدولة السورية وفق مندرجات وأسس جديدة.
عمر كوش
كاتب وباحث سوري
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يتطلع السوريون بعد خلاصهم من نظام الأسد إلى الخلاص أيضًا من قوى الوصاية الخارجية، كي يتمكنوا من بناء جمهورية جديدة، لا يكونون فيها خارج المعادلات السياسية، ولا تتحكم بهم القوى الإقليمية والدولية.
ومع سقوط النظام وهروب بشار الأسد إلى موسكو، يطرح السؤال عن الخاسرين والرابحين من هذا السقوط على مختلف المستويات.
تناقش المقالة الحملة الإسرائيلية المستمرة ضد الأمم المتحدة، بما في ذلك استهداف الأونروا واليونيفيل، مستفيدةً من الدعم الأميركي لإفلاتها من العقاب وتحديها للقوانين الدولية.
عامًا آخر يمضي دون أن يُعاقب ساسة إسرائيل وجنرالاتها على اغتيالاتهم واستهدافهم الصحفيين، فضلًا عن استهدافهم المدنيين العزل في فلسطين ولبنان وسوريا.
يأتي اتفاق الغوطة الأخير استكمالاً للمخطط الهادف لتفريغ مناطق النفوذ الروسية والإيرانية من المسلحين والمدنيين، في حين انتقل الصراع على سوريا لمرحلة اكتمال وتثبيت مناطق النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية.
ما يقوم به النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون ومليشياتهم الطائفية من مجازر وتدمير بغوطة دمشق الشرقية هو جريمة حرب خاصة، بل مجزرة علنية تستهدف قتل بقايا الحاضنة الاجتماعية للثورة السورية.
مؤشرات ومعطيات عديدة تشي بقرب قيام تركيا بعملية عسكرية في منطقة عفرين الواقعة شمال غربي سوريا، وبات السؤال يطرح بشأن توقيت وكيفية بدء العملية، خاصة بعد استكمال التحضيرات اللازمة لإطلاقها.
لم يكن مفاجئا ما تمخض عنه اجتماع أستانا حول سوريا في نسخته الثامنة، لأن الراعي الروسي -بوصفه اللاعب الأساسي الأقوى بمعادلة الصراع- أرداه محطة في قطار الذهاب إلى مؤتمر سوتشي.
محطات عديدة عرفتها القضية السورية بوصفها قضية عادلة بدأت حين انتفضت غالبية السوريين للخلاص من استبداد نظام آل الأسد؛ لكن تدخلات القوى الدولية والإقليمية حولتها إلى صراع مصالح وتقاسم نفوذ.